صحيفة إسباناتوليا الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس

يعد نجاح مسلسل قيامة أرطغرل، الذي أمر رئيس وزراء باكستان بإصدار جميع فصوله باللغة الأردية، مثالًا آخر على شعبية المسلسلات التركية في هذا البلد.

وبعد تحقيق نجاح كبير في الشرق الأوسط وأوروبا وحتى بين جمهور أمريكا اللاتينية، نجح المسلسل التلفزيوني التركي الشهير قيامة أرطغرل في اكتساح باكستان. وفي الآونة الأخيرة، أمر رئيس وزراء البلاد، عمران خان، بإصدار الفصول الخمسة من المسلسل باللغة الأردية، لغة البلد، حتى يتمكن المواطنون الباكستانيون من مشاهدة وفهم هذا الإنتاج التركي بشكل أفضل.

ويوصف المسلسل أحيانًا على أنه النسخة التركية من "لعبة العروش" ويروي حياة أتراك الأوغوز، وهو اتحاد كونفدرالي قديم للشعوب التركية التي عاشت في الأناضول حيث وصل أرطغرل غازي، زعيم قبيلة قايى، من تركمانستان إلى الأناضول لمساعدة السلاجقة في سلطنة الروم على محاربة البيزنطيين. ومن هناك، نشأت مؤامرة أدت إلى تأسيس الدولة العثمانية المستقبلية من قبل ابنه عثمان.

في أيلول/سبتمبر الماضي، توصلت تركيا وباكستان وماليزيا إلى اتفاق لإطلاق مبادرة بهدف مكافحة رهاب الإسلام المتزايد في الغرب، وخاصة في أوروبا. وكجزء من هذه المبادرة، أعلنت الدول الثلاث عن إطلاق قناة تلفزيونية تتناول واقع الإسلام وإنتاج عدة أفلام عن شخصيات تاريخية إسلامية.

مفاتيح نجاح المسلسل التركي في باكستان

لاحظ المخرج والمنتج الباكستاني، جامشيد أحمد خان، عند الحديث عن المسلسل التركي أن الأتراك يعملون بجد ويستغلون الوسائل التكنولوجية بشكل جيد. إلى جانب ذلك، تنقل العديد من مسلسلاتها أسلوب الحياة والمجتمع التركي، حيث يوجد أسلوب حياة غربي ولكن يتم الحفاظ في الآن ذاته على قيم العالم الإسلامي. وبين الطبقات العليا في باكستان، هناك اهتمام كبير بالسلسلة البعيدة عن الصور النمطية الأكثر تحفظا. ومن جهته، أشار خان قائلا: "هناك العديد من الأسباب الأخرى وراء تنامي شعبية المسلسلات التركية، بداية من العروض وصولا إلى مواقع التصوير وحتى النصوص. علاوة على ذلك، تجذب المواقف الليبرالية للشخصيات بشكل خاص الشباب لدينا".

وعلى الرغم من أنه يعترف بأن المسلسل المنتج في تركيا انتهى به الأمر إلى التأثير على صناعة التلفزيون الباكستاني، إلا أنه أشار إلى أنه قلل أيضا من عدد المسلسلات المنتجة في الهند، خلال سنوات من النجاح الكبير في باكستان. وعلى ضوء ذلك، لخّص خان حديثه قائلا: "مع ظهور التلفزيون الكبلي، لم تعد شبكات التلفزيون لدينا والمنتجين الخاصين وصناعة المسلسلات الخاصة تلاقي رواجا كبيرا بسبب نظرائهم في الهند. وفي الوقت الراهن، بعد أن أصبحت المسلسلات الهندية مملة من خلال إظهار الممثلين أنفسهم والسيناريو ذاته دائما، جاءت المسلسلات التركية، مثل قيامة أرطغرل، إلى باكستان لتغير هذا المشهد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!