ترك برس

تواصل كل من تركيا والولايات المتحدة الجهود الثنائية لإيصال حجم التجارة المتبادلة بينهما إلى هدف المئة مليار دولار خلال العقد المقبل، وهو هدفٌ حدّده الرئيسان رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب.

وتُعتبر تجارة الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي المُسال، جزءًا حيويًّا من الهدف التجاري للبلدين. ولتحقيق هذه الغاية، تستعد تركيا والولايات المتحدة لزيادة حجم تجارة الغاز الطبيعي المُسال (LNG) وبالتالي تخطّطان لعقد اجتماعات في بداية العام المقبل، وذلك حسبما صرحت دفنة ساديكلار أرسلان مديرة المركز الأطلسي في تركيا لوكالة الأناضول.

استوردت تركيا 11.3 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المُسال العام الماضي، وذلك تقليلًا لاعتمادها على غاز خطوط الأنابيب، وهو ما يمثل 22.5 في المئة من مشتريات الغاز التي بلغ مجموعها 50.3 مليار متر مكعب. وجاءت الكمية المتبقية من خطوط الأنابيب من روسيا وأذربيجان وإيران.

تركيا ثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في أوروبا

ومنذ أن بدأت الولايات المتحدة في تصدير الغاز الطبيعي المُسال المُنتج محليًّا في شباط/ فبراير 2016، أصبحت تركيا ثاني أكبر مستورد للغاز الطبيعي المُسال من الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا الوسطى، بعد إسبانيا، استنادًا إلى بياناتٍ من التقرير الشهريّ للغاز الطبيعي المُسال الصادر عن وزارة الطاقة الأمريكية في آب/ أغسطس 2019.

كما تغذّي تركيا نظام الغاز الخاص بها من خلال واردات الغاز الطبيعي المُسال من الجزائر وقطر.

وفقًا لبيانات هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا، استوردت تركيا 9.6 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المُسال في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير وأيلول/ سبتمبر.

استوردت تركيا 884 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المُسال من الولايات المتحدة في نفس الفترة، متجاوزة إلى حد كبير رقم العام السابق البالغ 191 مليون متر مكعب، بزيادة قدرها 363 في المئة. لكن لم يتمّ نقل أية شحنات للغاز الطبيعي المُسال إلى تركيا بين شهري تموز/ يوليو وأيلول/ سبتمبر، وفقًا لهيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا.

اقترحت أرسلان أن تركيا يمكن أن تستفيد من الأسعار التنافسية من خلال إدخال اللوائح التجارية الضرورية للغاز الطبيعي المُسال، وتحديدًا في السماح للشركات التركية الخاصة باستيراد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي.

وذكرت أن تركيا قد قامت بالفعل بعدة استثمارات جديدة لزيادة سعة الغاز الطبيعي المُسال، ومشاريع تخزين الغاز وخطوط الأنابيب، مثل خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر الأناضول، تاناب، الذي تمّ استكماله مؤخرًا والذي من المقرّر أن يقدّم مزايا كبيرة لتركيا.

افتتح أردوغان والرئيس الأذربايجاني إلهام علييف تاناب في أوروبا يوم السبت الذي وافق السابع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري في حفلٍ أُقيم في ولاية أدرنة شمال غرب تركيا بالقرب من الحدود مع اليونان.

سيتمُّ تسليم ما مجموعة 16 مليار متر مكعب من الغاز من خلال المشروع، حيث سيقوم تاناب بتسليم 6 مليار متر مكعب إلى تركيا بينما سينقل 10 مليار متر مكعب عبر خط الأنابيب عبر الأدرياتيكي على الحدود التركية اليونانية. من المتوقع أن تتسع طاقة التسليم لتاناب إلى ما بين 24 و31 مليار متر مكعب مع مرور الوقت.

اقترح ماثيو بريزا، وهو دبلوماسي أمريكي سابق وكبير زملاء المجلس الأطلسي، أن يكون المنتجون الأتراك والأمركيون للغاز الطبيعي المُسال شريكين لتعزيز التجارة.

وقال: "إذا كانت شركة خاصة في تركيا قادرة على إقامة شراكة مع منتج للغاز الطبيعي المُسال الأمريكي للاستثمارات داخل تركيا، فقد يكون من المنطقي بالنسبة للطرف الأمريكي تصدير الغاز الطبيعي المُسال إلى تركيا بسعرٍ أقلّ".

في الوقت الحالي، هذا غير ممكن، لأن الحكومة التركية لا تسمح بمثل هذه الشراكة؛ ومع ذلك، اقترح بريزا أنه من خلال اتفاق تجاري ثنائي مع الولايات المتحدة يتضمّن تخفيف القيود، فإن هذه الاستثمارات من الغاز إلى السلطة ستكون ممكنة، ممّا سيسمح بزيادة كبيرة في صادرات الغاز الطبيعي المُسال من الولايات المتحدة إلى تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!