ترك برس

تباينت آراء الخبراء والمحللين بشأن مستقبل الوجود العسكري التركي في ليبيا بعد مؤتمر السلام الذي انعقد يوم الأحد في العاصمة الألمانية برلين.

وفي تصريحات صحفية خلال عودته من برلين، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستواصل دعم المسار السياسي في ليبيا، ميدانيا وعلى طاولة المباحثات.

وأوضح أردوغان أن المشاركين في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا وافقوا على بيان المؤتمر المؤلف من 55 مادة، مشيرا إلى أن البيان يتضمن خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة. وفق وكالة الأناضول الرسمية.

وتابع "وجود تركيا في ليبيا عزز آمال السلام، فنحن نشاهد جميع المكائد التي تحاك في ليبيا تحت ستار مكافحة الإرهاب، وسنقف إلى جانب الحكومة الشرعية في مواجهة تلك المكائد، وسيتم تشكيل آلية لمراقبة القرارات التي اتخذت اليوم (في مؤتمر برلين)، وستعقد اللجنة اجتماعاتها شهريا تحت رعاية الأمم المتحدة لبحث الملفات السياسية والعسكرية الاقتصادية في ليبيا".

وأكد أن "عدم توقيع حفتر على نص الهدنة حتى الآن، أمر ذو مغزى". ولفت إلى أنه خلال لقائه مع بوتين أكد "ضرورة توثيق الهدنة باتفاق مبرم، لكن المؤتمر اقتصر على تقديم تعهدات شفهية أمام المشاركين".

وفي رده على سؤال حول إرسال تركيا لقوات عسكرية إلى ليبيا، قال أردوغان "نحن لا نرسل أي قوة عسكرية إلى ليبيا، نحن أرسلنا فقط فرق تدريب".

وأشار أردوغان إلى وجود 2500 مقاتل من مرتزقة شركة "Wagner" الروسية في ليبيا، إضافة إلى وجود نحو 5 آلاف مرتزق من السودان، وآخرين من تشاد والنيجر.

ولفت الرئيس التركي إلى "دور أبو ظبي في استقدام المرتزقة لدعم حفتر". كما ذكر "بوجود أنظمة دفاع جوية في ليبيا بدعم خاص من روسيا والإمارات".

وزير الدفاع الليبي الأسبق محمد البرغثي، رأى أن "مؤتمر "برلين لم يكن في الموعد الذي كان مقررا له، وكان سبب استعجاله هو إعطاء إنذار لدولة تركيا بالابتعاد عن التدخل في ليبيا،

وبالفعل أعطى أردوغان وعدا للدول بعدم التدخل أو إرسال قوات لليبيا عدا خبراء لتشغيل معدات عسكرية أرسلت في الماضي لحفظ التوازن بين الطرفين". وفق قوله لصحيفة "عربي21" الإلكترونية.

وأشار إلى أنه "بخصوص الاتفاقية حول الحدود البحرية فإنها ستبقى كونها تصب في مصلحة البلدين وتجيزها الاتفاقيات الدولية وهذا حسب رأي أنقرة..

وما أراه هو أن تشكيل لجنة في القمة الأخيرة مكونة من 5+5 سيكون بمثابة تجميد الأوضاع الحالية وعلى الأرض إلى حين انعقاد مؤتمر جنيف القادم"، وفق تقديره.

لكن مساعد الحاكم العسكري سابقا في الشرق الليبي، العقيد سعيد الفارسي أكد أن "التواجد التركي بعد مؤتمر "برلين" مرتبط بتنفيذ هدنة وقف إطلاق النار، وحتى الآن هو سيستمر في شكل خبراء على الأرض والدعم بأسلحة نوعية لمنع "حفتر" من السيطرة على "طرابلس".

وأشار إلى أن "المؤتمر الأخير في "ألمانيا" رفض التواجد الأجنبي فعلا لكنه كان يستهدف "التركي" فقط، لكن الاتفاقية التركية مع ليبيا تجعل دولة "تركيا" هي الطرف الأقوى حتى الآن في الملف الليبي"، حسب كلامه.

بدوره قال عضو البرلمان الليبي، صالح فحيمة إن "الفشل في "برلين" لا يخفى على أحد، وهي مجرد محطة أخرى لا تختلف كثيرا عن كل المحطات السابقة من الصخيرات إلى موسكو مرورا بروما وباريس وباليرمو وحتى "أبوظبي".

لذا سيبقى الوضع على ما هو عليه ولن تلتزم أي من الدول الحاضرة في "ألمانيا" فضلاً عن تلك التي تم استثنائها أو تلك التي نأت بنفسها عن المشاركة فيه".

وأضاف: "الغريب في برلين أنه يدعو إلى وقف التدخل الخارجي وهو نفسه مبني على عدم مشاركة الليبيين فيه وعلى تغييبهم عمدا عن طاولة المحادثات، والحلول المعلبة والمصنعة في الخارج جربها الليبيين، ومن الغباء أن تسلك نفس الطريق وتتوقع نتائج مختلفة"، وفق تعبيره.

وتابع: "الحل يجب أن يكون "حلا ليبيا صرفا" وبإرادة ليبية، غير أن هذه الإرادة على ما يبدو لم تكن موجودة أو لنكون أكثر دقة سنقول أنها موجودة لكنها ربما معلقة بشروط"، كما قال.

وطرح الضابط الليبي وعضو مجلس الدولة، إبراهيم صهد تساؤلات حول التدخلات الأخرى في ليبيا بعيدا عن التواجد التركي ومنها تواجد "إماراتي" على الأرض مثل قاعدة "الخادم" في منطقة "الخروبة" (شرق ليبيا) والتي تعمل منذ خمس سنوات، وكذلك وجود الخبراء العسكريين الفرنسيين والأردنيين والمصريين هناك".

وبخصوص "برلين" وتأثيره على التواجد التركي، قال صهد: "مقررات المؤتمر سوف تخضع لكثير من التفسيرات والتأويلات طبقا لمصالح الدول ومواقفها..

والقوات التركية محدودة جدا في ليبيا وتقوم فقط بالتدريب والإشراف على تعزيز قدرات قوات الحكومة وكذلك الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار إن تم التوصل إليه فعليا واحترمه حفتر، لكن مقررات برلين شأن غيرها لن تطبق حرفيا وسنرى نقصا واضحا لها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!