ترك برس

تمكّن المدرس التركي أورغون براقاي من إتاحة الفرصة لطلابه من ذوي التوحد للاندماج في الحياة الاجتماعية من خلال إشراكهم في جوقة موسيقية، ما أعاد إليهم ولذويهم الأمل في التخلص من الاضطرابات التي تلازمهم، متبعًا منهجًا مميزًا مكنه من توجيههم لدراسة الموسيقى في المدارس الثانوية والجامعات.

يعمل المدرس أورغون بمراكز دعم الأطفال من ذوي التوحد بولاية إزمير غربي تركيا، حيث أسس جوقة وأوركسترا خاصة بهم في عام 2013، بهدف المساهمة في دمجهم أكثر بالحياة الاجتماعية. وقد بدأت الفكرة بأربعة طلاب فقط، لكنه تمكن خلال فترة قصيرة من ضم 40 طالبًا من ذوي التوحد إلى الجوقة.

وصل أورغون من خلال مبادرته إلى العديد من مرضى التوحد ممن لم يغادروا منازلهم منذ وقت طويل، وخلال فترة وجيزة تمكن من وضع حجر الأساس لجوقة ذوي التوحد التي يعزفون فيها على مجموعة من الآلات الموسيقية ويغنون في الوقت نفسه.

وقد نالت الجوقة إعجاب وتقدير الكثير من الأسر والطلاب والأفراد بشكل عام، مما دفع العديد من مدرسي الموسيقى في إزمير إلى التطوع ودعم الجوقة التي تمكنت من إقامة حفلات موسيقية في تركيا وأكثر من 180 مدينة مختلفة حول العالم خلال 6 سنوات.

وبفضل مشاركتهم في الجوقة، تمكن هؤلاء الطلاب من ذوي التوحد من تغيير مسار حياتهم نحو الأفضل ودخول الحياة الدراسية عبر الالتحاق في أقسام الموسيقى بالمدارس الثانوية والجامعات.

وفي حديث لوسائل الإعلام، قال المدرس أورغون إنه عمل لفترة طويلة في مراكز تعليم من ذوي التوحد حيث تعرف على طباع هؤلاء الطلاب وكيفية التعامل معهم، معربًا عن شعوره بالسعادة وهو يدرس مادة الموسيقى لهؤلاء الطلاب خاصة بفضل التفاعل الذي يبدونه في الفصل الدراسي مما يزيد حماسته ويمنحه دافعًا أكبر.

وأشار إلى أنه واجه الكثير من العقبات في بداية مشواره، خصوصًا من الأهالي الذين لم يتوقعوا أن تنجح هذه الفكرة.

 

وذكر أن جوقة وأوركسترا إزمير للمصابين بالتوحد، قدمت العام الماضي، حفلات مميزة في عدة بلدان أوروبية أهمها النمسا والمجر، وذلك بدعم من وزارة الثقافة والسياحة التركية، كما تلقت دعوة من كوريا الجنوبية لإقامة حفلة موسيقية هذا العام.

وأكد براقاي أن الجوقة توفر التعليم الموسيقي الأكاديمي للعديد من الطلاب، وأن الأطفال الأعضاء في الجوقة تمكنوا في الوقت نفسه من إنهاء المرحلة الإعدادية والثانوية، والالتحاق بأقسام الموسيقى في الجامعات التركية، الأمر الذي نال اعجاب الأساتذة وأهالي الطلاب وحتى المشرفين والأطباء النفسانين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!