ترك برس

تستعد أكثر من 50 شركة من كبريات مؤسسات الزراعة وشركات الإنتاج والتصنيع الغذائي التركية، للمشاركة في "المعرض الرقمي العالمي الأول للمنتجات الغذائية الطازجة"، في ظل وباء كورونا.

وتعتبر تركيا مركز عروض مميزا لرجال الأعمال والمستثمرين، وكان من المخطط أن تستضيف 450 معرضا محليا ودوليا، بينها 193 في مدينة إسطنبول وحدها، خلال العام 2020 وقد تم إلغاء وتأجيل القسم الأكبر منها جراء انتشار الوباء. 

شبكة الجزيرة القطرية، تناولت في تقرير لها المعرض الذي تنظمه شركة "تريد فالي" -المتخصصة في التجارة الإلكترونية عبر منصة "إكسبو فالي" للمعارض الرقمية- بين 4 و6 مايو/أيار القادم. 

وقالت إن المنتجات الزراعية التركية لن تغيب عن زبائنها حول العالم حتى وإن أُغلقت المعارض الضخمة التي كانت تقدمها بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وسيقدم المعرض لزواره سلة المنتجات الزراعية التركية المتاحة للتصدير من الخضار والفواكه الطازجة واللحوم والأسماك، ومنتجاتها المصنعة والمجمدة، ومستلزمات الزراعة من أسمدة وأنظمة ري وغيرها من المواد التي يتم إنتاجها في تركيا.

يوفر المعرض فرص اللقاء المباشر عبر تقنية الفيديو بين العارض والزائر، إضافة إلى خدمة الترجمة بين اللغات التركية والعربية والإنجليزية، كما يوفر فرص التفاوض على السلع وآليات شحنها وإبرام الصفقات وتوثيقها وضمان الحقوق القانونية بين البائع والمشتري. 

ويمكن للعارض في المعارض الرقمية أن يستقبل زائرا واحدا أو أكثر بكثير بالتزامن من خلال حسابات مستخدمين فرعية لمديري المبيعات والمسوقين ورجال العلاقات في شركته.

كما يوفر اتصال الفيديو في المعرض الرقمي فرص النقاش حول المنتج والسعر والجودة وتفاصيل العرض وفرص التنزيلات وظروف أي صفقة. وفق تقرير الجزيرة.

وتضع الشركة المنفذة للمعرض في اعتباراتها دعم الصناعة والمصانع التركية، والإسهام في استمرار دوران عجلة التصدير من خلال توفير آليات لاستمرار تجارة الجملة التي تتخصص بها في ظل إغلاق الأسواق العالمية.

وأزالت المنصة الإلكترونية الكثير من عقبات المشاركة في المعارض من طريق أصحاب التجارة الصغار والمتوسطين، مثل تكاليف السفر والإقامة في بلد العرض وتحصيل التأشيرات عند الحاجة لها، وكذلك أعباء استئجار مساحات العرض وتجهيزه وتحضير المطبوعات والإعلانات وغيرها من التحضيرات التي باتت المنصة الإلكترونية توفرها ضمن خدمة واحدة.

يقول مدير شركة "تريد فالي" يوسف يني تورك أوغلاري إن فكرة إطلاق منصة "إكسبو فالي" نبعت من سعي الشركة إلى نقل المعارض من أرض الواقع إلى الإنترنت عبر توفير المساحة اللازمة لجمع الزائر والعارض عبر الإنترنت (أونلاين) بحيث لا يحس الطرفان بالتغير بعد توقف المعارض التقليدية.

وأضاف أن "تريد فالي" التي تعمل بنظام تجارة الجملة وبنمط "B to B" انطلقت من بناء قاعدة معلومات حول أهم الشركات والمصانع والعلامات التجارية التركية، وعن التجار والمصدرين والسلع والشركاء والداعمين، ثم أسست منصة "إكسبو فالي" للتفاعل بينهم. 

وأوضح يني ترك أوغلاري أن استمرار توقف المعارض التجارية في ظل فرض إجراءات التباعد الاجتماعي، وتوقف حركة الطيران والتنقل إلى آجال غير معلومة، أفرزا حاجة ملحة لبديل يتخطى الحواجز التي فرضها انتشار جائحة كورونا.

يعتقد رجل الأعمال التركي أن المعارض الإلكترونية لم تعد مجرد أداة لتعويض غياب المعارض التقليدية، ويذهب إلى أن امتيازاتها وقدرتها على تخفيض التكاليف قد تحولها إلى ممارسة أكثر اعتمادا من قبل العارضين ورجال الأعمال.   

وردا على سؤال حول عائدات هذا التحوّل ومكاسبه المالية المتوقعة، أوضح يني تورك أوغلاي تورك أنه يصعب التكهن بالقيم الرقمية لهذه العائدات بالنظر إلى حداثة هذا السوق وأفكاره، لكنه يجزم بأن الشركات التي ستبدأ العمل فيه باكرا وتتخذ زمام المبادرة سيكون لها الحصة الكبرى من أرباحه. 

وتابع "الأرباح ستكون مهولة، لأن المعارض الرقمية تتجاوز محدودية الجغرافيا التي تحتكم لها أي مدينة معارض عادية مهما كانت كبيرة، ويمكن بمنصة واحدة أن تنفذ مجموعة معارض متعددة الجنسيات للعارضين وللزائرين من دون ارتباط بموقع جغرافي".

يلخص يني تورك أوغلاري أهم العوائق والتحديات التي تعترض المعارض الرقمية، في ضعف الإلمام بالأمور التقنية لدى بعض الموردين والمستوردين، الأمر الذي يتطلب تبسيط واجهات المعرض إلى أبسط مدى لإقناعهم بالتعامل من خلاله. 

كما يعتقد أن تفهم الناس لتغيير ثقافة المعرض التقليدي وتقبل الفكرة الجديدة يمثل تحديا آخر، إضافة إلى قدرة العارض في المعرض الرقمي على إقناع زبونه بأي منتج يعرضه. 

ويشير أيضا إلى تحدي البنية التحتية التكنولوجية التي قد تكون ضعيفة في بعض الدول، موضحا أن المعارض الرقمية تتطلب بنية تحتية معقولة من خلال خطوط اتصال إنترنت بقوة 20 ميغا على الأقل ليتمكن من فتح اتصالات الفيديو والعرض.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!