ترك برس

روى العقيد المتقاعد إبراهيم نشأت إيكيز، قائد القوات البحرية البرمائية التركية الأولى في قبرص، الذكريات المجهولة عن ليلة 20 تموز/ يوليو 1974 التاريخية، عبر لقاء أجرته معه قناة TRT خبر.

كان إيكيز ، أحد عناصر سلاح البحرية البرمائية التركية الحاسمة لعملية السلام في قبرص، الذين وطئت أقدامهم أرض قبرص بسفن الإنزال. كان الجنود الأتراك يعانون من لحظات اضطراب قبل تلك العملية، ولا تزال اللحظات التي عاشها إيكيز في الليلة الأولى محفورة بذاكرته.

وعند سؤال المراسل عن كيفية التجهيز للاستعداد لعملية السلام في قبرص، قال:

“طلب منا قائد وحدات الإنزال توغاميرال آمين غوكسان، التوجه إلى مرسين وإسكندرون على الفور، وخطط للإنزال الأول في شواطئ بوغازكوي وماكوسا، ثم وجه له نصيحة قائد الجيش الثاني الجنرال سوات أكتولجا، الذي غير مصير العملية العسكرية قائلا: (لنذهب من غرب أو شرق غيرنة). في الواقع لقد غيرت هذه النصيحة مصير عملية السلام القبرصية”.

- هل كانت تلك مفاجأة؟

إيكيز: كنا نراقب الشواطئ القبرصية ونعرف جيدا استعدادات الجانب الآخر. نعلم جيدا أنه لا بد من إطلاق النار من مكان غير متوقع فور الإنزال، فاخترنا شاطئ “بلاديني ليفيند” الواقع غرب غيرنة بموافقة أيضا من العقيد قائد أركان السفن البحرية ألباي أحمد أوزون”.

- سمعنا عن “الحملة المزيفة” في عملية السلام القبرصية، حدثنا عنها.

“أتى رئيس دائرة عمليات القوات البحرية الرائد نجات سريم إلى مرسين للتخطيط للعملية، فتوجهت إليه طالبا منه: (أنا أميرال، والحرب خدعة، فلنقم بخدعة). فأجابني: (مقدم نشأت لا يوجد إمكانية لذلك)، فقلت له: (انظر إلى الوضع بوعي، أمامنا قوة من 30 - 35 ألف شخص، وأخشى لو لم نقم بقافلة مزيفة أن تكون فرصتنا للانتصار صفر). وعلى الرغم من قلة الإمكانيات فقد نفذنا عملية الحملة المزيفة مع السفن التي كانت في متناول اليد.

- لذلك تحولتم إلى نقطة الإنزال غير المتوقعة؟

“فوجئ البنتاغون ولندن وأثينا وموسكو من عملية إنزال كتيبة مشاة البحرية البرمائية في شاطئ “بلاديني ليفيند” غير المتوقعة، وتوجهنا إلى الموقع بسفينة أرطغرل، كما صدر أمر بإنزال حوالي 56 سفينة”.

- صف لنا أحداث اليوم الذي انطلقت فيه العملية.

“كان هناك وضع استثنائي في مرسين، ولا يمكنني نسيان حماس وتعاطف شعب مرسين. غادرنا مرسين بالأناشيد الوطنية، وقلت لقائد الإنزال على الجسر العميد أمين غوكسان: (أيها القائد، انظر إلى الناس كيف ودعونا. انظر إلى حماسة جنودنا الذين سينهون بهمتهم عملية قبرص، لا يمكن لأحد أن يوقفنا). بقينا واقفين على أقدامنا متحمسين طوال الليل، لقد كانت العملية الأكبر لجيش الجمهورية.

- هل شاركت في أول إنزال جماعي في قبرص؟

“نعم، شكلنا الدفعة الأولى في الإنزال. جمعت الجنود وتسامحنا، ثم فعلنا كل ما يلزم للإنزال على شكل غارة، وكان بمقدورنا مواجهة أي مقاومة مهما كانت، وقلت: (سيساعدنا الله العظيم، أنا أؤمن بذلك). توجهنا إلى منطقة تجمع القوارب ثم انطلقنا من هناك إلى المنطقة المتفق عليها”.

- في أي ساعة بالضبط وطئت قدمك أرض قبرص؟

“سجلت العملية في الساعة 8:47. عند اقترابنا من الشاطئ في الساحل المغطى بنباتات كثيفة فوق العادة، بدأ إطلاق النار باتجاهنا، وعملت سفننا المسيطرة والمدمّرة على الفور على إيقاف الجهة المقابلة وإسكاتها بالمكان الذي أطلقت منه النيران. خرجنا إلى الشاطئ متجاوزين المياه على شكل غارة دون وقوع أي إصابات في صفوفنا، ودهش العالم بأكمله عند علمه بذلك. كانت مهمتنا عبارة عن خطة مناورة على الأرض فور وصولنا إلى اليابسة، وقمنا بتبديل العمليات الأخرى وتطوير العملية لتأمين خروج جماعي آمن، وتهيئة وصول آمن للقوات القادمة إلى الساحل”.

- كم عدد الأشخاص الذين توجهوا معك إلى الشاطئ؟

“كنا 768 شخصا في الدفعة الأولى، وكان لدى مشاة البحرية البرمائية التركية خبرة غير عادية. تردد صدى أصوات (الله الله) في المنطقة، ونزلنا إلى الساحل مثل الريح في الساعة 8:47، وأبلغنا القادة في سفينتنا بسيطرتنا على الشاطئ في الساعة 9:50. وصلت مجموعة الفوج 50 في حوالي الساعة العاشرة إلى الشاطئ، وبدأ إطلاق النيران ومحاولات التسلل في المنطقة المغطاة بالنباتات الكثيفة”.

- هل حدثت اشتباكات عنيفة في ذلك الوقت؟

“تجمع العدو في الظهيرة وبدأ بمهاجمتنا. وبصفتنا الفوج 50 من مشاة البحرية البرمائية، قمنا بمهاراتنا وأسلحتنا ودباباتنا بالتصدي لهجوم المركبات المدرعة، وحاول الجانب الآخر تضليلنا بكل شيء منذ اللحظة الأولى. لم نكن نتصدى للعدو خلال الليل في منطقة الشاطى فقط، بل تصدينا له أيضا من كل جانب. كانت اشتباكات غير عادية استمرت حتى الفجر، وشعرنا بالارتياح عند رؤية طائراتنا مع حلول الفجر”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!