ترك برس

شهدت ولاية إزمير، غربي تركيا، في وقت سابق الجمعة، هزة أرضية بقوة 6.6 درجات على مقياس ريختر.

وشعر بالزلزال سكان ولايات إسطنبول، وبورصة، وباليكسير، وجناق قلعة، ويالوفا، وأسكي شهير، وكوتاهية، وبيلاجيك غربي البلاد.

وبحسب أرقام أولية لإدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، فإنه لقي حتى الآن، 12 مواطناً مصرعهم، وأصيب 607 آخرين، فيما تم تسجيل 170 هزة ارتدادية.

وأفاد مرصد متابعة الزلازل في تركيا، أن مركز الزلزال، قبالة سواحل قضاء "سفري حصار، على عمق 16.54 كيلو متر، أي في منطقة تتوسط السواحل التركية اليونانية في بحر إيجة.

وفور وقوع الزلزال، أعربت اليونان عن تضامنها مع تركيا، مؤكدة استعدادها لتقديم المساعدات اللازمة، إن طالبت أنقرة بذلك.

وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، اتصل بنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو هاتفيا، وأعرب عن تضامن بلاده إثر الزلزال.

وأعرب الوزيران عن استعداد البلدين لتقديم المساعدة والدعم المتبادل عند الحاجة، إثر الزلزال الذي وقع في بحر إيجة، واتفقا بشأن البقاء على تواصل.

لاحقاً، أجرى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وخلال المحادثة، تبادل أردوغان وميتسوتاكيس التمنيات بالسلامة للمتضريين من الزلزال في البلدين.

وأعرب أردوغان عن استعداد بلاده لتقديم المساعدات لليونان إذا لزم الأمر.

وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر، أكد رئيس الوزراء اليوناني أهمية التضامن بين بلاده وتركيا، على خلفية زلزال ضرب بحر إيجه قبالة سواحل ولاية إزمير التركية.

وأشار ميتسوتاكيس إلى إجرائه اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفاً: "مهما كانت اختلافاتنا، فهذا وقت تضامن شعبينا".

ولفت إلى تقديمه العزاء لأردوغان في سقوط ضحايا جراء الزلزال الذي هزّ كلا البلدين.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قابل تغريدة رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، بتقديم بالغ الشكر له بسبب تضامنه مع تركيا إثر الزلزال.

أمام هذه المستجدات يطرح سؤال نفسه: هل يشيّد الزلزال ما هدمته الخلافات السياسية بين تركيا واليونان؟

وتشهد العلاقات التركية اليونانية، توتراً متصاعداً خلال الآونة الأخيرة، لأسباب عدة كان آخرها أنشطة التنقيب التركية في منطقة شرقي البحر المتوسط، وذلك إثر مواصلة أثينا اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص وبعض بلدان المنطقة، بخصوص مناطق الصلاحية البحرية. 

هذا التوتر والتصعيد بين البلدين المنخرطتين في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ليس الأول من نوعه، بل شهدت علاقات أنقرة وأثينا، سابقاً أزمات اختلفت أسبابها.

لا شك أن أبرز محطات الخلاف بين البلدين الجارين، هي النزاع التاريخي على هوية وتبعية جزيرة قبرص التي يدور على أرضها صراع سياسي بين المكونين الرئيسيين لسكان الجزيرة، وهما القبارصة ذوو الأصول اليونانية، والقبارصة ذوو الأصول التركية.

ثاني أبرز محطات الخلاف بين أنقرة وأثينا، هي مسألة الحقوق في مسطحات مائية متنازع عليها، فضلا عن المجال الجوي.

وتصر اليونان على أن القانون الدولي يمنحها حق توسيع رقعة المساحات البحرية التابعة إليها إلى 12 ميلا بحريا مقابل الأميال البحرية الستة التي تحظى بها الآن، لكن تركيا تخشى أن ذلك قد يحرمها من الوصول إلى الجرف القاري في بحر إيجة ومن النفط والغاز الطبيعي.

وإلى جانب قضايا السياسة والاقتصاد واللاجئين، امتد نطاق الخلاف بين البلدين لتشمل المسائل الدينية والتاريخية أيضاً، حيث أعاد الخلاف بشأن طريقة التعامل مع الإرث البيزنطي في تركيا الانقسام التاريخي بين البلدين إلى الواجهة. وتعمّق القلق بعدما أعادت تركيا مؤخراً تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بعد أن ظل متحفا منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

نددت اليونان بخطوة أنقرة لإعادة فتح آيا صوفيا للعبادة، ولكن أنقرة تعتبر إعادة آيا صوفيا مسجدا قضية داخلية لا يحق لأي طرف خارجي التدخل فيها.

المحطة الأخرى من محطات الخلاف التركية اليونانية، هي الأقليات. حيث تتهم أنقرة أثينا بالفشل في مراعاة حقوق أفراد الأقلية المسلمة في منطقة تراقيا الغربية وسط اليونان، بما في ذلك حقهم في التعليم.

ومن بين محطات الخلاف أيضاً بين البلدين الجاري، استقبال اليونان عسكريين أتراك متورطين في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا صيف 2016، وملف طالبي اللجوء ممن يعبرون الأراضي التركية متجهين إلى اليونان، قاصدين الداخل الأوروبي، هرباً من الحروب الدائرة في بلدانهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!