ترك برس-الأناضول

قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن الوجود التركي كعامل توزان في إقليم "قره باغ" الأذربيجاني وليبيا وسوريا، يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والغرب.

وفي مقابلة تلفزيونية مع فضائية "إن تي في" المحلية، السبت، تحدث قالن عن تعرض بلاده لانتقادات بسبب موقفها بشأن إقليم "قره باغ" الأذربيجاني.

وأوضح قالن أن أذربيجان وأرمينيا وقعتا على اتفاق وقف إطلاق النار، ولعبت روسيا دورا بارزا في إتمام ذلك، وسينتشر جنودها بالمنطقة 5 أعوام قابلة للتمديد.

وتساءل قالن منتقدا دولا غربية منزعجة من الوجود التركي في المنطقة، قائلا "إذا لم تكونوا مرتاحين لوجود الجنود الروس، فلماذا لم تخبروا أرمينيا التي كنتم ترونها حليفة حتى اليوم، بإزالة القواعد العسكرية الروسية هناك؟".

وأضاف: "لتُخرج أرمينيا الجنود الروس من المنطقة، فهم لم يصلوا إلى القوقاز حديثا، وإنما هم هناك منذ عقود".

وقال إن "الولايات المتحدة بادرت من أجل هدنة (بين أرمينيا وأذربيجان) وطلبوا منا الدعم، ونحن قدمنا لهم ذلك؛ إلا أن الهدنة لم تستمر سوى يومين".

وتابع "بخلاف ذلك، هل قدمت فرنسا عرضا على سبيل المثال؟ ما هو الاقتراح الملموس القابل للتطبيق الذي جاء من أوروبا ومن الناتو أو الاتحاد الأوروبي ورفضناه؟ لكننا اتفقنا على اتفاق مع روسيا من شأنه أن يحل هذا الصراع المستمر منذ 30 عاما وينهي الصراعات التي كانت ستستمر لمدة 2-3 أشهر".

وشدد أن "الجنود الأتراك سيتواجدون هناك (قره باغ)، بصفة قوة مراقبة، ويجب اعتبار ذلك إنجازا استراتيجيا للغرب ولأوروبا".

وأشار متحدث الرئاسة التركية إلى انتهاء الجولة الأولى من المحادثات مع الجانب الروسي حول قره باغ، مبينا أن الروس تلقوا وجهة النظر التركية حول الموضوع، وسيقدم الكرملين التعليمات اللازمة لمؤسساته بهذا الشأن.

وتوقع قالن انتهاء المفاوضات خلال الأيام المقبلة، بين الجانبين التركي والروسي حول الأساليب التشغيلية لقوات البلدين في المنطقة.

وأوضح أن "الجنود الأتراك سيكونون هناك على أي حال، فنحن هناك بالفعل لأسباب تتعلق بعلاقتنا الخاصة جدا مع أذربيجان، فاتفاقيات التدريب والتعاون العسكري بيننا متجذرة؛ لذا نحن واقعيا هناك".

وأكد أن تحسين العلاقات مع أرمينيا على المدى المتوسط والطويل سينعكس إيجابا على المنطقة بأسرها، وفي مقدمتها أرمينيا نفسها.

وأشار إلى أهمية الممر الذي سيصل أذربيجان بجمهورية نختشيفان ذاتية الحكم الأذربيجانية، وأن الإعلان عن الممر مهم بقدر أهمية تحرير قره باغ.

وفي 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في إقليم "قره باغ"، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية.

فيما اعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الاتفاق بمثابة نصر لبلاده، مؤكدا أن الانتصارات التي حققها الجيش أجبرت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، على قبول الاتفاق مكرها.

كما نص الاتفاق على استعادة أذربيجان السيطرة على محافظات كانت تحت الاحتلال الأرميني قبل نهاية العام الحالي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!