ترك برس

توالت عليه حوادث الليالي لتأخذه من قصر أبيه الملك "حُجر" ملك قبيلة كندة العربية إلى ساحات المعارك على حدود الدولة البيزنطية لينتهي به المطاف ويلقى حتفه على أرض أنقرة ويدفن في هضبة خضرلك المقابلة لقلعة أنقرة، إنه الشاعر العربي المتميز امرؤ القيس أحد أشهر شعراء العرب الجاهليين.

ويُلقب امرؤ القيس بـ"الملك الذي لم يتوج" ويقال أن أهل أنقرة يدعون قبره بـ"عرش تيمورلنك" أو "قبر خضر" وكان يوجد عليه قوس حجري وهو موجود حتى يومنا هذا.

وعلى الرغم من أن تاريخ ميلاده غير مؤكد بشكل قاطع إلا أن بعض المصادر تفيد بأنه ولد في 497 ميلادي، وتوفي في 545 م أي قبل مولد الرسول ص بثلاثين عاما. ويقال أن شهرته ازدادت بعد الثناء الذي اتنى به الرسول الكريم على شعره وكذلك رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب.

وإن الروايات التي تروي حياة الشاعر الجاهلي تختلف في قص تفاصيل حياته إلا أنها تجتمع على روعة شعره، فقد ترجمت أشعاره إلى العديد من اللغات العالمية منها التركية والإنكليزية والروسية والألمانية.

وتعتبر قصيدته:  قِفَا  نَبْكِ  مِنْ  ذِكْرَى  حَبِيبٍ  ومَنْزِلِ   بِسِقْطِ  اللِّوَى  بَيْنَ  الدَّخُولِ  فَحَوْمَلِ ، التي ترجمت إلى اللغة التركية في عام 1958 إحدى أهم وأكبر المعلقات السبع التي كتبت بماء الذهب وعلقت على جدران الكعبة في العهد الجاهلي قبل الإسلام.

وكان مقتل والد إمرئ القيس على يد بني أسد يمثل نقطة تحول كبيرة في حياة إمرئ القيس الذي كان يتقن فنون القتال، حيث قرر الانتقام لقاتل والده الملك حجر بن الحارث الکندي، فكان منه أن لبس رداء الحرب في اليوم التالي واتجه صوب بني أسد فقاتلهم وثأر لأبيه. وبعدها ضرب في الأرض ومكث عدة سنوات في اليمن، ثم وصل إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية آنذاك، واشترك في محاربة الفرس لقاء وعود من الإمبراطور جوستينيانوس الأول  لحكم أراض في بلاده.

بقي امرؤ القيس في أرض الدول البزنطية وعاصمتها القسطنطينية لسنوات طويلة ولكن الموت فاجأه بغتة وهو في طريق العودة إلى أرض بلاده، والبعض يروي أنه مات متسمما والبعض يروي أن مرضا جلديا أصابه فأودى بحياته، ومهما يكن الأمر، إلا أن أشعار إمرؤ القيس حسب ما عبر فلاسفة مدرسة البصرة تمتاز بقوة الصياغة والتحديث في قوافي الشعر التي كانت معروفة آنذاك. وتذكر المصادر التاريخية أنه كان أحد أهم سبع شعراء عرب عاشوا في العصر الجاهلي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!