ترك برس

عُثِرَ في أثناء أعمال الحفر والتنقيب  على مبنى رخامي أرضي مكون من 38 قبرا، يعتقد بأنه مكان مقدس، لا يزال سره غامضًا حتى اليوم، في محطة قطار حيدر باشا بمنطقة كاديكوي في إسطنبول، التي أطلق عليها اسم "بلدة العميان" في فترة ما قبل تأسيس مدينة إسطنبول.

بدأت الحفريات الأثرية في محطة قطار حيدر باشا بكاديكوي في شهر أيار/ مايو 2018، اتضح من خلالها نتائج مهمة تتعلق بتاريخ كاديكوي، كما فوجئ القائمون بأعمال الحفريات على أراضي مساحتها 350 دونم، التي يعتقد بأنها تعود لمرفأ "خالكيدون" شمال غرب كاديكوي، بالعثور على هياكل غريبة ومثيرة للاهتمام.

كما تم العثور أخيرا على مبنى معماري منتشر فوق مساحة واسعة ذو قاعدة رخامية أسفل المنصات، لا يزال سره وسر المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها غامضا حتى اليوم، أثارت الفضول أيضا غرفة الدفن الواحدة التي تم اكتشاف 38 هيكلا عظميا من مقبرة جماعية في محيطها.

كانت تعرف هذه المنطقة في السابق باسم "بلدة العميان"، التي اكتشف فيها المبنى الغامض في أثناء أعمال الحفر والتنقيب في محطة قطار حيدر باشا، ويمكن مشاهدتها عبر موقع "تي ري تي خبر".

أشار محمد علي بولات، عالم الآثار إلى حقيقة وجود آثار لفترات مختلفة مع الاكتشاف الجديد في المبنى عبر لقاء مباشر مع قناة "تي ري تي خبر"، وقال: "كان يوجد في هذا المكان المرفأ الشمالي الغربي لمنطقة كاديكوي القديمة. يوجد أيضا بقايا قصر من العصور القديمة تم التطرق إليه من قبل، ويوجد في نفس الوقت بقايا مبنى ذو أرضية رخامية، اكتشفنا 38 هيكلا عظميا من مقبرة دفن فيها 38 ميت بشكل جماعي، يبدو أن الهياكل تعود إلى أواخر القرنين الرابع والسادس في العهد الروماني، كما تم دفنهم في فترات مختلفة، اكتشفت أيضا مقبرة جماعية تعود لفترة في وسط العهد البيزنطي قبل ألف عام، لم نبدأ بعد بأعمال التنقيب فيها".

أعرب بولات، عن العثور على بقايا لآثار تشبه نظام التدفئة القديم في المنطقة التي يعتقد أنها تعود لمجمع قصر خلف المرفأ، وقال: "توجد مبان إضافية أخرى تعود لفترات مختلفة في مجمع القصر، كما عثرنا على أجزاء من نظام التدفئة القديم التي يتم تسخين الماء بواسطته في هذا المبنى، وعلى بركة رخامية مغطاة، كما يدل استخدام الرخام بكثافة عند مدخل المبنى بشكل كبير على أهمية المبنى".

سبب تسمية "بلدة العميان"

تتعلق تسمية كاديكوي باسم "بلدة العميان" بأسطورة التأسيس الأول لمدينة إسطنبول في القرن السادس ما قبل الميلاد، فقد شهد عام 658 ما قبل الميلاد هجرة مستمرة من اليونان إلى سواحل الأناضول بسبب معاناتها من المجاعة، قرر بيزاس، ملك "الميغاراس"، في تلك الأثناء الهجرة مع قبيلته أيضا.

سأل بيزاس العرافين الذين يتنبؤون بالمستقبل عن الأرض التي يتوجب عليه التوجه إليها وجعلها وطنا له، فأجابوه أنها في نهاية الساحل، وقال: "سيكون وطنك مقابل بلدة العميان"، وخرج بيزاس، سالكا طريقه دون أن يفهم المقصد من كلامهم بالضبط، توجه إلى الأعلى مباشرة إلى إسطنبول بعد عبوره ساحل إيجه إلى الأناضول.

توقف بيزاس أخيرا عند الشاطئ الذي يطلق عليه اليوم اسم كاديكوي، ونظر الى الشاطئ المقابل الذي يطل اليوم على "سراي بورنو"، التي كانت خضراء ونظيفة ومهجورة وجميلة كأن لم يمسها أحد، بينما كانت كاديكوي "قذرة ومزدحمة وغير خصبة"، عند التفكير عن السبب الذي جعل الناس يستقرون في كاديكوي ويتركون الجهة المقابلة التي كانت أجمل، يعتقد على الفور بأنها بلدة العميان ومن يقيم بها هم العميان.

نقل بيزاس، قبيلته إلى سراي بورنو، التي تأثر بجمالها وبدأ بتأسيس مدينته واضعا حجر الأساس الأول في بناء مدينة إسطنبول، فقد رآها أنسب مكانا لذلك كي لا يكون مثل العميان، لذلك خطرت على باله كلمة العرافين "مقابل بلدة العميان"، وأطلق اسم "خالكيدون" التي تعني "بلدة العميان" على منطقة  كاديكوي، التي استضافت فيما بعد العديد من الإمبراطوريات.

يفضل علم الميثولوجيا (الأساطير)، إطلاق اسم "خالكيدون" على "بلدة العميان"، التي اطلق عليها بعد فتح إسطنبول من قبل السلطان الفاتح، اسم كاديكوي التي تعني قرية القاضي لأن قاضي القسطنطينية كان يقيم فيها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!