ترك برس

استعاد الأخوان عابدين ومحمد أغيت من عائلة أوروتش، المصابان بمرض فقر دم البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا) بعد ولادتهما، صحتهما بعد إجراء عملية زرع نخاع عظام تم نقله من خالتهما خلال عامين متباعدين في مستشفى الأطفال بجامعة إيجه.

تعيش عائلة أوروتش، في إسطنبول، وقد تم تشخيص إصابة طفليها بالثلاسيميا عند بلوغهما العامين، وقررت العائلة نقل طفليها إلى مستشفى الأطفال في جامعة إيجه قبل ثلاثة أعوام. وعند سماعها بنجاح عملية زراعة نخاع العظام فيها، بعد معاينة الأخوين من قبل الأساتذة المسؤولين في وحدة زراعة الخلايا الجذعية لنخاع العظام وهم الدكتور سافاش كانسوي، والدكتور سراب أكسويلار، وخبير الأطباء غولجيهان أوزك، اتخذت العائلة قرارا بإجراء عملية زراعة نخاع العظام لهما.

بعد فحص المتبرعين من أقارب الطفلين، تبين أن خالتهما ميزغين أوروتش، هي الأنسب بتوافق الأنسجة للتبرع للطفلين، فتم إجراء أول عملية زرع قبل عامين للطفل عابدين، وبعد شفاء عابدين، قام الأطباء هذه المرة بإجراء عملية زرع نخاع للطفل محمد أغيت أوروتش، الذي تم أخذه من الخالة أوروتش، كما تم استضافة العائلة في منزل مقدم من جمعية منازل الأطفال المرضى في منطقة بورنوفا، طوال فترة علاج الطفلين.

أشارت الأم ماريته أوروتش، إلى معاناة طفليها عابدين، ذو الاثني عشرة عاما ومحمد أغيت، ذو العشرة أعوام، من صعوبات كثيرة بسبب مرضهما، وقالت: "لقد كان تطابق الأنسجة بين أبنائي وخالتهما معجزة، وكان التوافق بنسبة 100%، والحمد لله مرت العملية بنجاح، واستعادت أختي وأبنائي صحتهم. يقال عن الخالة إنها (نصف الأم)، وقد منحت أختي حياة ثانية لأطفالي، وأقول لهما دائما بأنهما مدينان بحياتهما لخالتهما".

دعت الأم أوروتش، الجميع للتبرع من أجل الأطفال المنتظرين لزراعة نخاع العظام، وقالت: "ينتظر العديد من المرضى في طوابير ليتم زراعة نخاع العظام لهم بسبب نقص المتبرعين أو عدم التوافق، لذلك أوصي كل سليم من الأمراض بالتبرع كي يحيا هؤلاء الأطفال حياة ثانية".

ذكرت الخالة ميزغين أوروتش، أنها قبلت بالتبرع بنخاع العظام دون تفكير ولا تردد، فور علمها أنه سيكون سببا لشفاء أبناء أختها، وقالت: "بكيت عندما علمت أنني متطابقة مع أبناء أختي، وقبلت دون تفكير، فأجريت لي عملية نقل نخاع العظام قبل عامين لأحدهما والآن للآخر، وأنا سعيدة جدا لأن الاثنين بصحة جيدة اليوم، وفي حال احتاجا للنخاع مرة أخرى سأعطيهم دون تردد، وفي الواقع لست أنا البطلة بل هما في صراعهما مع المرض".

أعرب عابدين أوروتش عن سعادته باستعادته صحته بسبب تبرع خالته بنخاعها له، وقال: "بإمكاني التحرك دون تعب الآن، ولدي في حياتي ثلاث أبطال، أحدهم خالتي والآخرون أمي وأطبائي".

وأشار الدكتور سافاش كانسوي، المسؤول في وحدة زرع الخلايا الجذعية لنخاع العظام في مستشفى الأطفال، إلى وجود العديد من الأطفال المنتظرين لإجراء عمليات زراعة نخاع العظام، وأنه يدعو أقاربهم من الدرجة الأولى للتبرع لهم، ليستعيد أطفالهم صحتهم كما استعادها الطفلان أوروتش، بعد إجراء عملية الزراعة لهما ونجاحها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!