ترك برس

بعد أن تم العثور على القبر المفقود لأول طبيبة تركية، صفية علي، في مدينة دورتموند الألمانية، تواصلت القنصلية التركية مع السلطات الألمانية لتشييد مقبرة تليق بها إحياءً لذكراها.

ولدت صفية علي في إسطنبول عام 1894، لعائلة مشهورة بمناصبها في الدولة العثمانية، والدها علي قيراط باشا، كان معاونًا للسلطان عبد العزيز والسلطان عبد الحميد الثاني، ووالدتها هي حسنة هانم ابنة محافظ مكة المكرمة أمين باشا، وتلقت تعليمها الجامعي في المدرسة الأمريكية الخاصة بالبنات في إسطنبول، وقررت أن تصبح طبيبة عندما رأات الجرحى المصابين بعدد هائل، الذين أصيبوا في حرب البلقان وجلبوا إلى إسطنبول للعلاج.

كان من غير المألوف رؤية فتاة تدرس الطب في تركيا، لكن صفية نظرا لتفوقها العلمي تم إرسالها في بعثة إلى ألمانيا لدراسة الطب بمساعدة نائب وزير التربية والتعليم في تلك الفترة شكري بك، فدرست الطب وتخصصت في قسم أمراض النساء والأطفال، ثم عادت إلى تركيا في عام 1920، حيث حصلت على رخصة طبيب كأول طبيبة امرأة في تركيا عام 1923، ثم أصبحت عضوة في هيئة التدريس كأول امرأة تعطي دروسًا في أمراض النساء والتوليد في أول مدرسة طبية للبنات أنشئت داخل الكلية الأمريكية.

شاركت الطبيبة صفية علي، كناشطة في الحركات النسائية في فترة الجمهورية، ثم غادرت تركيا واستقرت في ألمانيا بعد إصابتها بالسرطان، وواصلت العمل في مهمتها كلّما سمحت لها صحتها بذلك، وتوفيت في 5 تموز/ يوليو 1952 بمدينة دورتموند الألمانية.

لم يكن معروفا المكان الذي دفنت فيه الطبيبة صفية علي، لكن القنصل العام التركي شنر جبجي اهتم بموضوع إيجاده، وتابع عملية البحث أيضا المتحدث باسم منصة دورتموند للجمعيات التركية إمره غولش، الذي أدلى بتصريح بعد العثور على قبر صفية علي قال فيه: "لقد جئنا إلى المقبرة مع مسؤولي المديرية، وطلبنا من المسؤولين تحديد مكان الدفن بدقة، وحددنا مكان بدايته ونهايته ووضعنا عليها نقاطًا".

أشار شنر جبجي، إلى تقديم طلب للسلطات الألمانية لإعادة إنشاء القبر من جديد بعد 68 عاما من وفاة الطبيية صفية علي، حتى يكون لائقا بذكراها، وقال: "لا زلنا في مرحلة البداية، وقد أرسلنا اقتراحًا رسميًا للسلطات الألمانية، وننتظر الجواب منها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!