ترك برس-الأناضول

شارك عدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية في معرض افتتحته الرئاسة التركية بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية إحياءً لذكرى الدبلوماسيين الأتراك الذين استشهدوا جراء هجمات لمنظمات إرهابية أرمنية.

وانطلقت أعمال "معرض الدبلوماسيين الشهداء" السبت وسط اهتمام لافت في لوس أنجلوس التي كانت مسرحًا لأول هجوم نفذته منظمات إرهابية أرمنية، على رأسها "ASALA" و" JCAG"، وأسفر عن استشهاد عدد من الدبلوماسيين الأتراك.

المعرض الذي تنظمه رئاسة دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، يسلط الضوء على إجراءات تركيا لدحض مزاعم اللوبي الأرمني وبلدان أخرى بشأن أحداث عام 1915 والتي يتم تكرارها كل عام وتحديدًا في 24 أبريل/نيسان.

وحضر افتتاح المعرض القنصل العام التركي في لوس أنجلوس جان أوغوز، والقنصل العام الأذربيجاني نسيمي أغاييف، وشخصيات من باكستان وسوريا، وعدد كبير من المواطنين الأتراك.

وقال أوغوز في كلمة خلال المعرض إن موجة الإرهاب الأرمني بدأت في لوس أنجلوس عام 1973 واستمرت في الأعوام التي بعدها لتستهدف أكثر من 30 دبلوماسيا تركيا وعائلاتهم.

وأشار إلى أن بعض الجهات لا تتحدث سوى عن آلام الأرمن، ويتعين عليها أن تنصت إلى قصص الدبلوماسيين الأتراك الذين استشهدوا جراء هجمات المنظمات الأرمنية الإرهابية.

وشدّد على أن تركيا لا تقبل على الإطلاق استغلال المآسي التي وقعت عبر التاريخ كأدوات سياسية من قبل بلدان أخرى، لأن مثل هذه التصرفات ستخلق مشاكل اليوم وفي المستقبل.

من جانبه قال أغاييف في كلمته إن تركيا وأذربيجان تتكاتفان دائمًا عبر التاريخ وتقفان معًا في صف واحد ضد الفظائع التي ارتكبتها المنظمات الإرهابية الأرمنية.

ولاحقًا، قال القنصل العام التركي في حديث للأناضول، إن هذه المعارض تشكل أهمية كبيرة جدًا لتذكير الرأي العام الأمريكي بالهجمات الغادرة للمنظمات الأرمنية، وإحياء ذكرى الشهداء الأعزاء.

وتقيم الرئاسة التركية نفس المعرض في محطة قطارات سيركجي بمدينة إسطنبول، كما تعتزم إقامته في الأسابيع القادمة في العاصمة الأمريكية واشنطن ومدينة نيويورك.

ويقدم المعرض شرحًا مفصلًا عن الهجمات الإرهابية والاغتيالات الممنهجة التي استهدفت مسؤولي الدولة البارزين وأصحاب الكفاءات المعنيين بتمثيل تركيا في البلدان الأخرى.

ويتضمن المعرض صورًا ورسومًا بيانية ولوحات تحكي قصص الدبلوماسيين الأتراك الشهداء باستخدام تقنيات حديثة.

وفي تعليقه على افتتاح المعرض، غرد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون قائلا: "ندين المنظمات الإرهابية الأرمنية".

ونفذت الهجمات على يد منظمات إرهابية أرمنية، على رأسها "ASALA" و" JCAG" ، خلال سبعينيات القرن الماضي والمرحلة التي بعدها.

وأسفرت عن استشهاد 31 دبلوماسيا وعائلاتهم، وبلغ العدد الإجمالي لضحايا الهجمات 77 فضلًا عن عدد كبير من الإصابات.

وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه "إبادة جماعية"، وبالتالي دفع تعويضات.

وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق "الإبادة الجماعية" على تلك الأحداث بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراع السياسي وحل القضية بمنظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!