ترك برس

أكدت صحيفة عبرية، أن آمال إسرائيل بوضع حد لنشاط حماس على الأراضي التركية تحطمت بسبب موقف رئيسها، رجب طيب أردوغان.

جاء ذلك في مقال للكاتب الإسرائيلي، نداف شرغاي، بصحيفة "إسرائيل اليوم"، تطرق فيها إلى احتمالات تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، ومدى تحقق ذلك وسط استمرار أنقرة في دعم حركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة "حماس."

وقال الكاتب الإسرائيلي إن "جدية التوجه التركي الجديد إلى ترميم العلاقة مع إسرائيل، قد تكون مرهونة بالإغلاق الفوري لمقرات حركة حماس في تركيا، لأنها وجهت الكثير من العمليات المسلحة ضد إسرائيل"، بحسب ما نقله موقع صحيفة "عربي 21."

وأضاف أنه "في مواجهة "الهجوم" اللطيف الذي يشنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إسرائيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك محادثته الأخيرة مع الرئيس يتسحاق هرتسوغ، قد تستدعي الكثير من المضاعفات المطلوبة، في ضوء ما أصدره جهاز الأمن العام –الشاباك- قبل نحو عامين حول علاقة حماس مع تركيا".

وأوضح أن "تقرير الشاباك الذي كاد أن ينسى ذكر أن تركيا تساهم في تكثيف عمل حماس العسكري والاقتصادي، الذي يتم على أراضيها دون أي انقطاع، بينما يغض الطرف، وأحيانًا بتشجيع من المسؤولين الأتراك، وبمساعدة المواطنين الأتراك، وبعضهم مقربون من الحكومة، ولكن على خلفية اللعب المزدوج لأردوغان، فربما أصبح عرض الأمر مناسبًا مرة أخرى لمواجهة التحرك التركي الرسمي".

وزعم الكاتب أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، يقود العمل العسكري لحركة حماس، وأنه يوجه العمليات المسلحة ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي التركية.

وواصل شرغاي مزاعمه بأن "كوادر حماس المقيمين في تركيا، ممن أمضوا سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية لانخراطهم في التخطيط لتفجيرات انتحارية، يقومون بتحويل مئات آلاف الدولارات من تركيا إلى الضفة الغربية لتوجيه وتمويل الأنشطة المسلحة فيها، حتى إن بعضهم يترأسون جمعيات ثقافية تركية، لكنهم في الحقيقة يشاركون في أنشطة عمليات سرية، ويشكلون فرق العمل داخل الضفة الغربية".

ويقول شرغاي إن آمال إسرائيل بوضع حد لنشاط "حماس" على الأراضي التركية تحطمت بسبب موقف أردوغان.

ومن وجهة نظر شرغاي فإن "أردوغان يرى نفسه زعيم الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط، ولا يستطيع مقاومة الشعور الذي يتملكه بأنه ممثل الحضارة الإسلامية في الأرض، وهو نفسه راعي وحامي الإسلاميين في جميع أنحاء العالم، ويرى أن المسجد الأقصى هو حجر الزاوية في هذه الرواية التركية، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، قال المنتدى الديني التركي للقدس إن فلسطين لها هوية عثمانية، وإن للشعب التركي حقا في القدس لا يقصر عن حق الشعب الفلسطيني".

ويضيف أن "أردوغان نفسه أكد في العديد من الحالات دعمه لـ’المقاومة المجيدة للأشقاء الفلسطينيين‘، وأن تركيا خدمت القدس 400 عام بالمال والسلاح، وساعدت جهاد الفلسطينيين عبر الكفاح المسلح، وأن تركيا تقف في مواجهة ’خطر التطبيع‘ من الدول العربية مع إسرائيل، وبالتالي فإنه بعد سنوات عديدة أصبح ارتباط أردوغان بجماعة الإخوان المسلمين وحماس جزءًا من حمضه النووي، ومن المشكوك فيه أنه سيغير جلده".

وختم بالقول إن "فحص جدية أردوغان بالتقارب مع إسرائيل هو الإغلاق الفوري لمقرات حماس في تركيا، ووقف أي مساعدة للتنظيم، وفي وقت لاحق يمكن تحسين العلاقات مع تركيا، وليس قبله".

يُذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أجرى مباحثات هاتفية، مطلع يوليو/ تموز الجاري، مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، شملت العديد من القضايا والملفات.

وذكر بيان لدائرة الاتصال التابعة للرئاسة التركية، أن أردوغان شدد خلال الاتصال الهاتفي، على أن إحراز أي تقدم لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يخدم علاقات تركيا وإسرائيل.

كما هنأ الرئيس أردوغان، هرتسوغ بمنصبه الجديد، وأكد أن العلاقات التركية الإسرائيلية لها أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول للأنباء.

وأشار أردوغان إلى أن تركيا وإسرائيل لديهما إمكانات كبيرة في مختلف المجالات، لاسيما في الطاقة والسياحة والتكنولوجيا.

كما أكد لـ"هرتسوغ" أن المجتمع الدولي ينشد الوصول إلى حل دائم وشامل على أساس حل دولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في إطار قرارات الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس أردوغان على أن أي خطوات إيجابية سيتم اتخاذها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ستسهم أيضا في سير العلاقات التركية الإسرائيلية بـ"منحى إيجابي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!