ترك برس-الأناضول

ينتج السجناء الذين تلقوا تدريبًا مهنيًا في المخبز الذي تأسس في سجن ديار بكر (جنوب شرقي تركيا)، حوالي 15 ألف رغيف يوميًا، ويحصلون مقابل ذلك على دخل مادي يساعدهم في تحمل نفقاتهم ومساعدة أسرهم.

وتتيح ورش العمل والمنشآت التدريبية بالسجون التابعة لوزارة العدل التركية الفرصة للنزلاء في عموم البلاد لممارسة ما تعلموه هناك، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعليمهم مهن جديدة وصقل مهاراتهم في الاعمال التي يقومون بها.

وفي هذا الإطار يعمل 30 سجينًا في إنتاج الخبز بنظام المناوبة بعد تلقيهم التدريب المهني اللازم، وذلك في المخبز الذي أنشأته مديرية ورش العمل التابعة لسجن ديار بكر المفتوح.

ويتم توفير تأمين صحي وتأمين آخر ضد الحوادث للمسجونين المنتجين، بالإضافة إلى رواتب شهرية تساعدهم في تلبية احتياجاتهم الشخصية واحتياجات عائلاتهم.

- إعادة دمج السجناء في المجتمع

وفي تصريحات لوكالة الأناضول قال مصطفى تاتليجا مدير سجن ديار بكر المفتوح إن المخبز دخل الخدمة منذ ست سنوات وتبلغ طاقته الإنتاجية 20 ألف رغيف يومياً.

وأوضح تاتليجا أن المسجونين ينتجون 15 ألف رغيف يوميًا، الى جانب ذلك، فإنهم يتعلمون مهناً جديدة بالسجن ويطورون مهنهم الحالية، مؤكدا أن هدف الإدارة هو إعادة دمج السجناء في المجتمع مرة أخرى.

وتابع " يعمل 30 سجينًا في المخبز، وجميعهم ضمن التأمين الصحي ويتلقون أجورهم، كما يستفيدون من الأرباح. ونقوم ببيع الخبز للسجون الأخرى وبعض الهيئات الرسمية التي نتعاقد معها."

وأشار إلى اتباعهم التدابير الوقائية بأعلى مستوى في المخبز، في إطار مكافحة وباء كوفيد – 19، والتزام الجميع بارتداء الكمامات الطبية ومراعاة قواعد التباعد والنظافة.

وأضاف تاتليجا أنه بمجرد وصول السجناء والعمال إلى الفرن يمرون من بوابة التعقيم ويرتدون القفازات وأغطية الرأس والأقنعة الطبية، كما تتخذ جميع التدابير اللازمة لمنع دخول أية مواد غريبة في مراحل الإنتاج، وأنهم يقومون بالمتابعة والمراقبة اللازمة للتأكد من سير مراحل الإنتاج وفق التعليمات المقررة.

- ورش عمل جديدة

وأفاد تاتليجا بأن السجناء إلى جانب تعلمهم حرفا ومهنا جديدة يحرزون تقدما مع الوقت في إعادة التأهيل النفسي، ويزداد تحمسهم للتعلم والإنتاج عندما يرون بأن لهم قيمة وفائدة.

وأعرب عن فخره لنجاحهم في إكساب المسجونين مهارات جديدة وتحسين حالتهم النفسية، مشيراً إلى أن ذلك يدفعهم لمواصلة العمل ويحفزهم لافتتاح ورش جديدة للسجناء.

وأوضح تاتليجا أن رسالتهم تتمثل في إكساب المسجونين مهنا جديدة أو تطوير قدراتهم في مهنهم حتى يتمكنوا من الاندماج مع المجتمع عقب انتهاء فترة عقوبتهم وبالتالي يصبحون مفيدين لأنفسهم ولعائلاتهم.

- السجناء يشعرون براحة نفسية

من ناحية أخرى قال أورهان يلديرم المسؤول عن المخبز إن السجناء يشعرون براحة نفسية وسعادة أكبر عندما يشاركون في الإنتاج، ولأنهم يتلقون رواتب تجعلهم يتكفلون بنفقاتهم الشخصية بدلاً من أن يصبحوا عبئًا على أسرهم، الأمر الذي يدفعهم إلى الإقبال أكثر على العمل.

وأشار إلى أن الخبز الذي ينتجونه يتميز بجوده عالية وأن المؤسسات التي تشتري الخبز منهم تشهد بذلك.

- حصلت على مهنة إضافية

وقال (ب. د)، أحد السجناء العاملين في المخبز إن المشروع ساعده على استغلال وقته بشكل صحيح ومفيد.

ولفت ب. د إلى أنه كان يعمل في مجال الأثاث من قبل، وأنه لم يكن يفكر أنه سيعمل في صنع الخبز أو يتعلم حرفة جديدة في السجن.

وأضاف أن هذه المهنة تساعده من الناحية الاقتصادية بشكل كبير؛ إذ لم يعد عبئًا على عائلته بل أصبح يساهم في تلبية احتياجاتهم، مشيراً إلى أن هذا العمل سمح له بتكوين صداقات جديدة.

وذكر ب. د أنه متزوج ولديه طفلان، ووجه نصيحته للجميع بتقدير قيمة الحرية بشكل صحيح وعدم التورط في أي جريمة.

وأعرب( إ. أ ) عن سعادته بالعمل في المخبز، وقال إنهم ينتجون خبزًا جيداً لأنهم يحبون عملهم. وإنه يقوم بعمله بكل حب وإتقان.

ونوه بأنه لم يكن يمتهن أية مهنة أو حرفة من قبل، ولكنه أصبح الآن صاحب مهنة ستساعده عند خروجه من السجن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!