ترك برس

تحيي تركيا بعد قرابة عام، الذكرى المئوية الأولى على خوضها معارك الاستقلال التي وقعت بين عامي 1919 و1923، والتي شهدت تضحيات فريدة سطرها كتب التاريخ، ومنها تضحيات نساء عرفن بـ "خنساوات الحرب"، نظراً لدورهن الفعال حينذاك، في إنزال الضربات الموجعة بالأعداء، سواء عبر القتال المباشر أو عبر حشد الإمكانات والعتاد للمقاتلين على الجبهات.

حرب الاستقلال التركية والتي قادها مؤسس الجمهورية الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، جرت في ظل غياب الجيش النظامي، إلا أن الأمة التركية أظهرت وحدة وتضامناً بين جميع مكوناتها، جعلتها كالقبضة الواحدة التي تردع جموع الأعداء.

وفي هذا الإطار، سلّط تقرير لـ "تي آر تي عربي"، الضوء على أبرز بطلات حرب التحرير والاستقلال التركية اللواتي قاتلن إلى جانب الرجال:

شريفة باجي (؟ - 1921)

تعد شريفة باجي من أهم بطلات الكفاح الوطني التركي. على الرغم من ظروف الشتاء القاسية حينها، شاركت شريفة مع طفلتها وعربة ثيران في نقل الذخيرة من منطقة "إينا بولو" إلى أنقرة.

ونجحت في نقل الذخيرة إلى الجبهة بعدما غلفتها ببطانية حتى لا تتجمد، لكنها تجمدت حتى الموت في ديسمبر/كانون الأول 1921.

خالدة أديب أدي وار (1884-1964)

عقب احتلال البريطانيين مدينة إسطنبول في 16 مارس/آذار 1920، ذهبت الروائية خالدة أديب رفقة زوجها لزيارة مصطفى كمال من أجل الانضمام إلى النضال الوطني، وكانت أول امرأة بين النساء اللواتي دعمن النضال الوطني تحكم عليها حكومة إسطنبول بالإعدام.

وخلال الحرب صنعت خالدة لنفسها اسماً من خلال الخطب الحماسية التي ألقتها عام 1919 لتعبئة سكان إسطنبول ضد غزو البلاد، وأصبحت إحدى الشخصيات النسائية المهمة في التاريخ التركي الحديث.

ورغم كونها مدنية، خدمت جنباً إلى جنب مع أتاتورك خلال الحرب، وحصلت على رتبة عريف خلال حرب صقاريا، لتأخذ لاحقاً رتبة رقيب. وفي أعقاب الحرب عملت صحفية وشاركت بتأسيس وكالة الأناضول للأنباء. كما أصبحت عضواً في البرلمان التركي عام 1950.

حليمة جاويش (1898-1976)

ولدت حليمة جاويش في مدينة قسطمونو، شمالي تركيا، عام 1898، وشاركت في حرب التحرير والاستقلال رغم معارضة والديها، وفي بداية الحرب تنكرت بزي رجل وحلقت شعرها ولم تخبر أحداً بأنها امرأة، ولهذا أطلق عليها الجميع اسم الرقيب حليمة.

خلال الحرب ساعدت حليمة في نقل الذخيرة من أنقرة إلى صقاريا. وفي "إينا بولو" التقت بأتاتورك عندما كانت تنقل الذخائر وتغطيها بملابسها الخارجية، فسألها أتاتورك "أليس الجو بارد؟" لترد على السؤال دون معرفة أتاتورك: "سيدي، 100 ألف شخص سيتم إنقاذهم (عبر محاولتي هذه)، لا ضير إن متّ نتيجة البرد!"

وفي 9 يونيو/حزيران 1921، عندما قصفت السفن اليونانية مدينة "إينا بولو"، أصيبت حليمة بشظية في ساقها وأصيبت بإعاقة دائمة. بعد الحرب دعاها أتاتورك إلى القصر واستضافها 15 يوماً، ومنحها رتبة رقيب إلى جانب وسام الاستقلال. ولم تخلع الزي العسكري حتى وفاتها عام 1976.

نيزاهات بايصال (1909-1993)

ولدت نيزاهات بايصال في أرضروم شرقي الأناضول، وكان والدها العقيد حافظ خليل بك قائد الفوج السبعين أثناء حرب التحرير والاستقلال.

عندما ماتت والدتها أخذها والدها معه إلى معركة غاليبولي، كانت تبلغ من العمر حينها 8 سنوات وبقيت مع والدها في الميدان لمدة 3 سنوات، حتى أصبح الفوج الـ 70 يلقب بـ"فوج العذراء".

في عمر الـ 12 حصلت نيزاهات على رتبة عريف، وكانت بارعة في استخدام الأسلحة وركب الخيول. ولفتت انتباه أتاتورك وعصمت إينونو خلال معارك قونية وحربي إينونو الأولى والثانية ومعارك صقاريا. في 30 يناير/كانون الأول 1921، وفي الدورة 140 للجمعية الوطنية الكبرى، منح أمين بك الذي كان نائباً عن مدينة بورصة، وسام الاستقلال لهذه الفتاة التي قتلت أكثر من 100 من الأعداء.

تشاتا أميرة (Çete Emire) / 1894-1967

عندما احتلت القوات اليونانية مدينة آيدين صيف عام 1919، باعت أميرة علي الذهب الذي اشتراه لها زوجها الذي استشهد في معركة جناق قلعة، واشترت سلاحاً من أجل الانضمام إلى صفوف المقاومة في جبال آيدين.

استمرت في قتال اليونانيين حتى تحرير آيدين يوم 7 سبتمبر/أيلول 1922. وفي نهاية الحرب، كافأها مصطفى كمال أتاتورك بميدالية الاستقلال عام 1933.

قره فاطمة (1888- 1955)

ولدت فاطمة سهير أردان في أرضروم عام 1888، وتزوجت أحمد بك الذي كان من بين الضباط الذين شاركوا في حرب البلقان. شاركت فاطمة زوجها الحياة العسكرية وقاتلت رفقة 19 امرأة من عائلتها على جبهة القوقاز خلال الحرب العالمية الأولى.

وعقب استشهاد زوجها في معركة صاري قامش، عادت فاطمة إلى مسقط رأسها في مدينة أرضروم. عند سماعها بالمؤتمرات الشعبية التي يعقدها أتاتورك من أجل حث الشعب على المقاومة، سافرت إلى ولاية سيواس للقاء مصطفى كمال شخصياً، وهناك انتدبها في الجبهة الغربية قائداً لمفرزة الميليشيا.

بعد ذلك ذهبت إلى إسطنبول بناءً على التعليمات التي تلقتها، واشتركت في أنشطة تهريب السلاح وخطف الجنود. لتُنقل لاحقاً إلى جبهة إزمير بعد أن احتلت القوات اليونانية مدينة إزمير صيف 1919، وبقيت تقاتل هناك حتى تحريرها يوم 19 سبتمبر/أيلول 1922.

في إحدى المرات، بعد أن حصلت على رتبة عريف، قادت مفرزة نسائية بشكل شبه حصري لمهاجمة مؤخرة العدو اليوناني، وعادت بعد أن أسرت 25 ضابطاً وجندياً.

غوردسلي مقبولة (Gördesli Makbule) / 1902-1922

بعد عام من زواجها، انضمت مقبولة إلى صفوف المقاومة التركية رفقة زوجها خليل إيفي بعد احتلال القوات اليونانية مدينة إزمير عام 1919.

وعندما خسر اليونانيون معركة صقاريا واضطروا للتراجع إلى مدينة أفيون، بدأت خليتها مهاجمة القوات اليونانية، لكنها أصيبت برصاصة في رأسها أدت إلى استشهادها عندما اندفعت إلى الأمام لتشجيع رفاقها الذين تراجعوا خلال غارة قوجايلا.

الطيار رحمية (1890-1920)

ولدت رحمية هانم في مدينة أضنة، وشاركت خلال حرب التحرير والاستقلال في محاربة الفرنسيين الذين احتلوا جنوب غرب الأناضول، واستشهدت خلال حرب استقلال أضنة بداية عام 1920.

وكانت واجباتها في الأيام الأولى للحرب هي الاستطلاع والحرق المتعمد لمعاقل العدو، في وقت لاحق شاركت بنفسها في الأعمال القتالية. وعندما كان رفاقها يتعبون أو يخافون أثناء الهجمات الفرنسية، كانت فاطمة تقول: "أنا أقف رغم أنني امرأة، ألا تخجل كرجل من الزحف على الأرض؟"

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!