كياهان أيغور - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس                     

واثقا من نفسه يُصرح أيدين دوغان بأن الولايات المتحدة وأصدقائها يشعرون بالقلق نحو قرارات الإعدام التي توزع بالجملة حتى وصلت بهم الغطرسة ليُحاكموا مرسي ويحكموا عليه بالأعدام. مُستخفا بعقولنا يُردف قائلا بأن صحيفة النيويورك تايمز "قلقة"، وأن اللوبي بدأ بالتحرك للتصدي للقرارات الظالمة. ويُريد منا أن نحتفل ونشعر بالأمتنان لأن الولايات المتحدة وأصدقائها يشعرون "بالقلق" أو لأن صحيفة النيويورك تايمز تشعر "بالقلق".

ما الذي يعنيهم هذا الظلم بحقنا؟؟؟ فصحيفة التايمز لم تهتم للمسجونين بدون إدانات في الغرف المظلمة لدى المُخابرات الأمريكية بتهمة الإشتباه. من دون أي جُرم ولا حتى تهمة أُلقي بالمسلمين لأعوام طويلة في جحيم غونتنموا وصحيفة التايم صامتة. قُتل 3 ملايين مسلم في العراق، وأكثر من 300 ألف أخر في سوريا، وإنقلاب أسود قلب بلاد النيل ولم يتحرك للتايم جفن. فكما يقول نعومي شومسكي واصفا حال الولايات المتحدة والنيويورك تايم حين وصفهم بأنهم يكيلون بالميزان الذي يُعجبهم فيرفعون من أمور تافهة ويكتمون ويُغطون على مظالم كثيرة، وشعارهم الغاية تُبرر الوسيلة. ففي عام 2006 نُشرت دراسة أظهرت العملية الممنهجة التي تقوم بها التايم لتضليل الرأي العام لصالح الكيان الصهيوني في فلسطين المُحتلة. في مسيرة التضليل وتوجيه المتابعين والقراء حسب أجنداتها تقوم التايم بتجاهل كُلي لعملة إيواء قادة ومحابي النازيين القُداما من قبل أمريكا التي تستخدمهم وفق أجندتها السياسية. وفي عام 1940 تقوم بالتغطية على معسكرات الموت التابعة للنازيين.

وقبل تقييم سوء صحيفة التايم، يجب أن نكون منصفين ونرى ما هو الوضع عندنا في تركيا. يحاولون كسب ثقتك بألسنتهم المعسولة ، أو حتي بتحريك العواطف الإنسانية التي يستخدموها لتكون سترا عن ما يفعلونه من أمور شنيعة وأخرى لا يتقبلها عقل. والأمثلة على عملية تضليل الشعب عبر الإعلام موجودة ومنتشرة، ومن أبرز الأسماء في تركيا أيدن دوغان. فقد تستر على جريمة قتل إبكجي، وكذلك على عملية إطلاق النار على إرال سمافي، واليوم يكتب مقالة بعنوان " نهتف لك أيها الرئيس" وكانه يقول فيها، أتُريد أن نُطلق النار عليك؟ وكنت له صولات وجولات في عمليات التضليل الإعلامي، فقد شارك في إثارة وإشعال أعمال الشغب في حديقة غازي، وكانت له صولة أخرى واضحة في محاولة الإنقلاب التي قام بها التنظيم الموازي. هذا مثال بسيط لشخص يعمل في الآلة الإعلامية الضخمة ، فشغلها الشاغل فقط إقناع المُستمع بأنهم على الجادة وأنهم له ناصحون ومُحبون، ومن ثم توجيهه الى حيث تُريد حسب خططهم وأجنداتهم. فإذا كانت الجبهة الداخلية لتركيا بهذا الشكل فكيف ستكون مواجة حملات الإعلام العالمي بقيادة أمريكا ودول الناتوا؟؟؟

أما الطريف في الموضع، هو أن أيدن دوغان كان له دور كبير في كشف طبيعة العلاقة بين فتح الله غولن وواشنطن في أحداث مُحاولة الإنقلاب السابقة، فصورة اللوبي الواحد الذي يجمع بين غولن وواشنطن وضحت بشكل أفضل. وكذلك كانت أفعله سبب في دفع واشنطن لتكشف عن مدا تدخلها في إنتخابات حزيران القادم، وكيف أنها تقف خلف حزب الشعوب الديمقراطية. تسعى كل من أمبراطورية أيدن للإعلام وإمبراطورية غولن للإعلام بكل السبل الشرعية وغير الشرعية من أجل إفشال مساعي أردوغان نحو النظام الرئاسي الجديد.

لقد طفح الكيل بالإعلام الفاسد من غولن إلى دوغان وأن يُقفوا عند حدهم. وأما جندي أمريكا في الإنتخابات القادمة دميرتاش فيجب أن يقول له الشعب "لن ننتخبك".

عن الكاتب

كاياهان أويغور

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس