ترك برس

انطلقت يوم السبت الماضي البعثة التركية العلمية السادسة للقطب الجنوبي، محملة بالمعدات التكنولوجية المحلية، من البطاريات الحرارية إلى إلى أنظمة تحديد المواقع، التي تتناسب مع الظروف الجوية القاسية في القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا".

وخلال فعالية احتفالية بإطلاق البعثة وتعريفية بالتقنيات التركية التي ستستخدمها، أجريت في المجلس التركي للبحوث العلمية والتكنولوجية "توبيتاك"، صرح وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى وارانك قائلا إن قطاع الصناعة التركية يهدف إلى أن يكون مٌصنّعًا للتكنولوجيا المستخدمة في القارة البيضاء وألا يكون مجرد مستهلك لها.

أشار الوزير وارانك إلى وجود منافسة اقتصادية في القطبين الشمالي والجنوبي قائلا: "تتمتع الأبحاث القطبية بإمكانيات كبيرة من حيث القيمة الاقتصادية التي قد تنتجها والمكانة العلمية، لذلك قمنا بإدراج الدراسات القطبية على جدول أعمالنا، بهدف جعل بلادنا دولة منتجة لأهم التقنيات وألا تكون مجرد سوق لها. هذه التكنولوجيا الوطنية ستزيد من قدرتنا التنافسية بفضل أدائها الناجح، وستكون الأكثر تفضيلا".

وصرح رئيس توبيتاك حسن ماندال قائلا: "إننا نقوم في توبيتاك منذ فترة طويلة بأنشطة تتعلق بمستقبل القطبين أنتاركتيكا وأركتيك وحمايتهما، ويتلخص هذا النهج في جهود التطوير والإنجاز المشترك لنتمكن من إنتاج حلول شاملة لمعالجة ما يواجهنا من مشاكل معقدة وديناميكية ومتغيرة".

تحدث ماندال عن أحد المنتجات التي سيتم استخدامها في القطبين خلال البعثة العلمية لهذا العام قائلا: "طور معهد الأبحاث والتطوير للصناعات الدفاعية "توبيتاك ساغ" الخلايا الحرارية بموارد محلية ووطنية وهي مستخدمة على نطاق واسع في عدة أنظمة. وقد تمكنّا بفضل نجاحاتنا على مدى سنوات من التخلص من اعتمادنا على الخارج في البطاريات الحرارية المستخدمة في صناعاتنا الدفاعية، وتمكنّا من جعل دولتنا مصدرة لها إلى عدة بلدان".

وأضاف ماندال أن استخدام البطاريات الحرارية سيضيف عدة مزايا إلى المشروعات التكنولوجية المحلية في تركيا، حيث ستلبي هذه البطاريات احتياجات فرق البحوث والتطوير من التدفئة والمياه السائلة في حالات الطوارئ، وذلك بفضل الطاقة الحرارية، وقال: "لقد تحولت تركيا إلى دولة منتجة ومطورة للتكنولوجيا بمواردها الخاصة، وسنواصل المشاركة في الدراسات التي تنفذها تركيا في مجال البحث القطبي".

وأشار ماندال إلى الجهود المستمرة لتنشئة موارد بشرية مؤهلة لتنفيذ دراسات في هذا المجال، بالإضافة إلى تطوير الإنتاج التكنولوجي، وفي هذا السياق تم تنظيم "المهرجان القطبي" و"ورش عمل العلوم القطبية"، ومسابقة المشاريع البحثية القطبية لطلاب المدارس الثانوية C-2204" المنفذة في نطاق مشروع تكنولوجيا الفضاء والطيران "تكنوفاست"، وكل هذه المشروعات تحظى بدعم من قبل توبيتاك.

وأعرب المدير العام ورئيس مجلس إدارة شركة "أسيلسان" للصناعات الدفاعية هالوك غورغون، عن متابعة الشركة بحماس وفضول وفخر كبير للأعمال التركية المنفذة في القارة القطبية الجنوبية تحت رعاية توبيتاك، وقال: "سنقدم الدعم الموثوق للعلماء في ظل التحديات الصعبة باستخدام الموارد المحلية والوطنية، وقد أرسلنا أنظمة راديو لاسلكية ومعيارية متنقلة للقارة القطبية الجنوبية للاختبار ثم الاستخدام".

وذكر غورغون، أن الشركة أرسلت 3700 جهاز اتصال لاسلكي مع 15 وحدة أرسلت إلى القارة القطبية الجنوبية، التي حصلت على جائزة التصميم من بين أنجح منتجات الاتصالات في أسيلسان، وقال: "سنضيف قريبًا جهازًا جديدًا إلى مجموعة أجهزة الاتصالات الخاصة بنا لنسجل نجاحًا جديدًا في واحد من أكثر الأسواق تنافسية في العالم، وسنرافق فرقنا في بيئة القطبين القاسية ونزودهم بالطاقة في أنتاركتيكا، حيث لا توجد بنية تحتية للكهرباء".

وأعلن مدير شركة هافيلسان للصناعات الدفاعية محمد عاكف نجار، عن عقد الشركات أول اجتماع مع مسؤولي معهد الأبحاث القطبية التابع لـ"توبيتاك" في أثناء مهرجان "تكنوفيست 2021"، وعن قيام الشركة بتطوير جهاز استقبال "GNSS" في فترة قصيرة مدتها 4 أشهر، وسيتم استخدامه لأول مرة من قبل البعثة التركية في أنتاركتيكا، وقال نجار: "يمتاز الجهاز بتحديده المباشر والسريع والدقيق للمواقع دون انقطاع، كما يوفر تغطية عالمية باستخدام الأقمار الصناعية".

شارك بحضور الحفل أيضًا رئيس بلدية أنقرة واصب شاهين، ونائب مدير خدمات الأقمار الصناعية في "توركسات" سلمان دميريل. وفقا لمعلومات صادرة عن الاجتماع، فإن هاتف القمر الصناعي "Istaphone 2" المنتج من قبل توركسات يمكنه إجراء اتصال هاتفي من أي مكان في العالم وإرسال معلومات بنقرة وطلب المساعدة في حالة الطوارئ، كما يمكن الحصول على الخدمات الصوتية من أي مكان في العالم عبر الإنترنت وبروتوكول الإنترنت عبر جهاز "BGAN" المحمول والخفيف الوزن.

ومن ناحية أخرى، تتفوق البطاريات الحرارية على بدائلها في معظم مجالات الاستخدام مثل العمر الافتراضي الطويل، وعدم الحاجة إلى الصيانة وإمدادات الطاقة العالية في فترات قصيرة، والتشغيل السريع، والموثوقية العالية، كما تتميز بنطاق واسع لدرجة حرارة التشغيل، وبمقاومة للظروف البيئية القاسية، ولديها القدرة على أداء وظيفتها عند درجة حرارة 90 تحت الصفر دون أي مشاكل، خاصة في حالات الطوارئ بالظروف المناخية الشديدة البرودة بأنتاركتيكا، حيث لا يمكن عمل البطاريات الأخرى.

كما يمكن تخزين البطاريات الحرارية لأكثر من 20 عاما في ظروف مناخية باردة بفضل عمرها الافتراضي الطويل، وقدرتها على المحافظة على مستوى الطاقة الأولية حتى بعد 20 عاما دون الحاجة إلى صيانة، فهي تنتج طاقة كهربائية بسرعة كبيرة في حالات الطوارئ، كما تساعد في تلبية الحاجة للتدفئة بفضل طاقتها الحرارية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!