ترك برس

يرى خبراء أن جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإفريقية الأخيرة التي شملت جمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال، تعد خطوة مهمة في سبيل تطوير العلاقات بين دول القارة وتركيا التي لها وجود قوي في إفريقيا، سواء على المستوى الرسمي أو المنظمات المدنية.

وفي الفترة من 20-22 فبراير/ شباط الجاري أجرى الرئيس التركي أردوغان مع وفد مرافق له، زيارة إلى كل من جمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال.

وأشار الخبراء إلى أن العلاقات التركية مع دول إفريقيا في تطور مستمر، وأن مثل هذه الزيارات والخطوات التي تُتخذ من قبل تركيا ساعدت على تطوير وتعميق العلاقات في مختلف المجالات.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول قال أنصار كوتشوك ألطان، مدير مركز التعليم والتنسيق الإفريقي، إن الفعاليات التي تقوم بها المؤسسات الرسمية التركية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال، تلعب دورًا مهمًا في تطوير سياسات تركيا تجاه إفريقيا وتنمية العلاقات معها.

وأضاف أن رؤساء كل من غينيا بيساو، ورواندا، وليبيريا وغامبيا قد حضروا افتتاح استاد رياضي أنشأته إحدى الشركات التركية في السنغال.

ولفت إلى أن تركيا اكتشفت أهمية القوة الناعمة في إفريقيا متأخرة نسبيا في حين سبقتها في ذلك دول مثل الولايات المتحدة والصين، وخصصت لذلك ميزانيات ضخمة.

واستطرد: "ليس من الجيد أن تمدحك السلطة السياسية في بلد شعبها لا يحبك، لذلك فمن المهم أولا كسب ود الشعوب. ويجب أن يكون ذلك الهدف الأكبر للمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني التركية الناشطة في إفريقيا مثل معهد يونس أمره الثقافي التركي، وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)".

وأردف: "على سبيل المثال تتمتع جمهورية الكونغو الديمقراطية بثروات باطنية وإمكانات كبيرة إلا أنها دفعت ثمناً غالياً في الماضي ونُهبت ثرواتها منها، لذلك نتوقع أن تركز تركيا على المشاريع الإنمائية في الكونغو عقب تطوير العلاقات معها وتوقيع الاتفاقيات الثنائية".

وأوضح كوتشوك ألطان أن تركيا تواصل تطوير علاقاتها مع دول إفريقيا في المجال العسكري، وتعمل على زيادة نشاطها وتأثيرها هناك، بشكل بدأ يثير انزعاج بعض الأوساط.

وصرح أن تركيا تطبق مبدأ رابح-رابح في سياساتها مع دول إفريقيا، على عكس العديد من الفواعل خارج القارة التي تهتم بمصلحتها فقط، مشيراً أن هذا النهج سيؤتي ثماره على المدى البعيد، وأن على أنقرة ألا تبتعد عن الاهتمام بقارة إفريقيا.

واعتبر أن قارة إفريقيا ظلت بعيدة تماماً عن اهتمامات تركيا حتى عام 1998، عندما أعدت تركيا خطة الانفتاح على إفريقيا وبدأت في اتخاذ خطوات مهمة للتقارب مع دولها.

** اهتمام القادة الأفارقة بزيارات أردوغان

من جهته، قال بواجي مينتا، الباحث الغاني في العلاقات التركية الإفريقية، أن قادة دول القارة يبدون اهتماماً كبيراً بزيارات الرئيس التركي.

وذكر مينتا أن هناك تزايد في عدد السفارات التي تفتحها أنقرة في إفريقيا، وزيادة سريعة في حجم التبادل التجاري مع دولها، مشيرًا أن المنتجات التركية تتميز بجودة عالية مقارنة بالمنتجات الآسيوية وأسعار تنافسية مقارنة بمنتجات دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن تركيا لها حالياً حضور قوي جداً في إفريقيا من خلال المؤسسات الرسمية كوكالة التعاون والتنسيق التركية، ووقف المعارف، ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، ومعهد يونس أمره الثقافي، ووقف الديانة ومنظمات المجتمع المدني.

وأفاد أن الطلاب الأفارقة المتخرجين في تركيا يلعبون دوراً هاماً في العلاقات ويساهمون في القوة الناعمة لتركيا بقارة إفريقيا، ويعدون سفراء الثقافة التركية في بلادهم.

وتابع: "العديد من دول إفريقيا ترغب في التعاون مع تركيا في المجال العسكري وترغب في الاستفادة من خبرات تركيا في محاربة التنظيمات الإرهابية، هناك تعاون عسكري قائم بالفعل بين تركيا وعدة دول إفريقية".

** علاقات على أساس الربح المتبادل

أما عبد الحكيم كالالي، الباحث في اللغات والمجتمعات الإفريقية، فقال إن علاقات تركيا والقارة تقوم على أساس الربح المتبادل، وإن أنقرة تدعم الدول الإفريقية بجهودها في مجال التنمية الإنسانية إضافة إلى الدعم السياسي والاقتصادي.

وأوضح أن تركيا تتبع مقاربة مختلفة في علاقاتها مع دول إفريقيا، وتتعامل معها كدول مستقلة كاملة السيادة وتسعى لإفادة إرادة شعوبها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!