ترك برس

قال نجيب سيناريمبو، وزير الشؤون الداخلية بمنطقة "بانغسامورو" ذات الحكم المحلي جنوبي الفلبين، إن عملية السلام التي تحققت قبل ثلاث سنوات في المنطقة، تتجه بالإدارة المحلية نحو المزيد من الاستقرار والازدهار، وإن تركيا قدمت دعمًا كبيرًا لهم.

وأدت حكومة "بانغسامورو" التي تم تشكيلها حديثًا للمسلمين، برئاسة مراد إبراهيم، في 22 فبراير/ شباط 2019، اليمين الدستورية، وذلك تتويجًا لعملية السلام بين الحكومة الفلبينية و"جبهة تحرير مورو الإسلامية".

وحصل مسلمو مورو، الذين حُرموا طويلًا من الحرية، على الحكم الذاتي الموسع عقب استفتاء شعبي تاريخي على قانون "بانغسامورو"، أجري في 21 يناير/ كانون الثاني و 6 فبراير2019، في جزيرة مينداناو الجنوبية.

وقال الوزير سيناريمبو إن تركيا قدمت مساهمات مهمة خلال مسار عملية السلام في جزيرة مينداناو، ونزع سلاح مقاتلي مورو، ودعم برامج حكومة بانغسامورو.

وذكر سيناريمبو في تصريحات لوكالة الأناضول، أن الحكومة نفذت اتفاقية السلام على المسارين السياسي ومسار التطبيع مع الحكومة الفلبينية.

وشدد على أن قرار تأجيل الانتخابات الإقليمية التي كانت مقررة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إلى عام 2025، قد جرى اتخاذه "حتى تتمكن السلطات في المنطقة من تنفيذ عملية انتقال السلطة بالطريقة الصحيحة".

وفي إشارة إلى "مراحل نجاح" عملية نقل السلطة، أكد سيناريمبو أن الحكومة تعمل على استكمال إضفاء الطابع المؤسسي على عمل الحكومة، وإنشاء نظام برلماني متكامل، وإجراء انتخابات إقليمية، ونقل جميع السلطات الدستورية من الحكومة المركزية إلى الحكومة الإقليمية.

وفي إطار الجهود المبذولة لجمع الأسلحة من مقاتلي مورو كجزء من "عملية التطبيع"، ذكر سيناريمبو أن الحكومة الإقليمية تواصل العمل من أجل إنجاز مرحلة نزع السلاح ودمج العناصر في جهاز الشرطة الوطنية الفلبينية.

وأفاد أنه يهدف إلى إعادة هؤلاء المقاتلين إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتحويلهم إلى أعضاء منتجين في المجتمع وإشراكهم في الوظائف والفرص وتقديم المنح الدراسية لأطفالهم.

- نحن نقترب من بانغسامورو أكثر استقرارًا وازدهارًا

وأشار إلى أن المسار السياسي المتضمن في عملية السلام مع الحكومة المركزية، "تمت إدارته بنجاح"، وزاد: أعتقد أننا نتجه نحو المزيد من الاستقرار والازدهار في بانغسامورو. لم تعد هناك حرب، نحن ننفذ برامج ميدانية، ولدينا استثمارات في البنية التحتية.

ولفت إلى أن مستوى الفقر في المنطقة "انخفض"، من خلال الاستثمارات التي نفذتها الحكومة الإقليمية في العامين الماضيين في منطقة الحكم الذاتي، لاسيما المناطق الأكثر فقرًا.

وفيما يتعلق بـ "الأنشطة الاستكشافية" للحكومة الإقليمية، أعرب سيناريمبو عن اعتقاده بأن التطورات المرتقبة والتي ستشهدها المنطقة خلال السنوات الخمسة المقبلة، سوف تنعكس بشكل إيجابي وملموس على حياة المواطن.

- التطرف العنيف

وتطرق إلى مشكلة "التطرف العنيف" التي واجهتها عملية السلام، قائلًا: هناك بعض المجموعات في بانغسامورو الذين يلتزمون بتفسيرات مختلفة لديننا، ويتبنون مواقف متطرفة، يلجأون من خلالها في كثير من الأحيان إلى العنف.

وأكد أن حكومة بانغسامورو على دراية بتلك المجموعات التي تتبنى نهج "التطرف العنيف" وتقف على المشاكل المماثلة التي تسببها هذه المجموعات في مختلف أنحاء العالم.

وأوضح سيناريمبو أن هذه المجموعات تعارض عملية السلام وتدعو إلى التطرف العنيف، إلا أنها لن تنجح في إعادة دوامة العنف إلى المنطقة.

وأكمل: نشعر أنه يمكننا هزيمة هذه الجماعات دون تدخل عسكري، من خلال الوفاء بوعود اتفاقية السلام وإشاعة أجواء الاستقرار والازدهار في المنطقة.

- تحول أكبر في العملية الديمقراطية عام 2025

وفيما يتعلق بالمكاسب الإقليمية لموافقة الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، على مشروع قانون تأجيل الانتخابات إلى عام 2025، قال سيناريمبو إن المكسب الأكبر سوف يكون إرساء دعائم الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وتابع: إن بانغسامورو، ستواصل مشاريعها التنموية التي ستنعكس بصورة إيجابية على حياة المواطن. كل هذا سوف يكون من الممكن تحقيقه قبل انتخابات عام 2025 التي ستكون نقطة تحول وانتقال أكبر في العملية الديمقراطية، وسوف يتمخض عنها تشكيل حكومة جديدة لمنطقة الحكم الذاتي.

- دعم تركيا

وعلى صعيد متصل، تطرق سيناريمبو إلى المساهمات المهمة التي قدمتها تركيا خلال مسار عملية السلام في جزيرة مينداناو، ونزع سلاح مقاتلي مورو، ودعم برامج حكومة بانغسامورو.

ونوه بأن تركيا تعتبر شريكًا مهمًا للغاية للمنطقة، وأردف: لقد تلقينا دعمًا كبيرًا من تركيا خلال المفاوضات. وهي أيضًا جزء من البنك الإسلامي للتنمية الذي يوفر لنا دعمًا ماديًا مهمًا لتنفيذ مشاريع تنموية في منطقة الحكم الذاتي.

وأكد سيناريمبو على أهمية "الحفاظ على علاقات جيدة" بين بانغسامورو والشعب التركي.