ترك برس-الأناضول

منذ أكثر من مائة عام، تواصل مدرسة "قول أوغلو" الابتدائية، التي جرى افتتاحها عام 1917 بمنطقة "بينارحصار" في ولاية قرقلار إيلي التركية (شمال غرب)، توفير الخدمات التعليمية وإعداد أجيال المستقبل.

بدأ بناء مدرسة قول أوغلو الابتدائية في عام 1914، في فترة تولي "سعد الله قول أوغلو" قائمقامية منطقة "بينار حصار" بولاية قرقلار إيلي"، خلال العهد العثماني.

وجرى افتتاح المدرسة عام 1917، أي بعد 3 سنوات من بدء أعمال البناء، في أعقاب حصولها على دعم مادي قوي من قبل السكان المحليين، لتبدأ منذ ذلك الحين العمل كمركز تعليمي وحضاري.

تتكون المدرسة من طابقين، وتحتوي على 10 فصول دراسية، وجرى بناؤها على مساحة تقارب 700 متر مربع، بهندسة معمارية فريدة، تعكس جمال هندسة العمارة العثمانية.

ومنذ 105 أعوام، تواصل المدرسة التاريخية توفير الخدمات التعليمية للطلاب، وتمكنت خلالها من تخريج 10 آلاف و 500 طالب في إطار جهودها الهادفة لإعداد أجيال المستقبل.

وقال مدير مدرسة قول أوغلو الابتدائية، أردم يكيت، إن المدرسة التاريخية تقع في قلب منطقة "بينار حصار" بولاية قرقلار إيلي، وتوفر في هذه الأثناء خدمات تعليمية لأكثر من 200 طالب.

وأوضح يكيت لوكالة الأناضول، أن الأهالي وبمبادرة شعبية، قاموا ببناء الأسوار المحيطة بالمدرسة في الفترة ما بين 1947 و 1960.

وتابع: حتى عندما احتل اليونانيون المنطقة عام 1919، تم استخدام البناء كمدرسة يونانية لمدة عام. وعندما استعاد الأتراك قرقلار إيلي واصلت المدرسة توفير أنشطتها التعليمية والتدريبية باللغة التركية.

وأضاف: مدرستنا هي واحدة من المعالم التاريخية الهامة التي جرى إنشاؤها خلال الفترة الأخيرة من عهد الدولة العثمانية، وبما ينسجم مع طريقة بناء المدارس العامة في تلك الفترة.

- عدنان مندريس يخاطب الجمهور من على شرفة المدرسة

وقال يكيت إن الراحل عدنان مندريس، رئيس وزراء تركيا التاسع، ألقى كلمة من شرفة المدرسة، مشيرًا الى أن عدد من الشخصيات المهمة التي زارت منطقة بينار حصار ألقت كلماتها لأهالي المنطقة من شرفة المدرسة، وجرى توثيق تلك الكلمات والتجمعات بالصور.

واستطرد: في إحدى الصور، يمكننا رؤية رئيس الوزراء الراحل عدنان مندريس والرئيس الثالث للجمهورية التركية جلال بايار، والذين كانوا قد جاؤوا إلى المنطقة لافتتاح مصنع الأسمنت. زار عدنان مندريس المنطقة في عدة مناسبات وتحدث فيها إلى الأهالي من على شرفة المدرسة.

وأوضح أن المدرسة تحتوي على سلالم متقابلة، إضافة إلى زخارف وتصاميم فنية تجذب الانتباه، مشيرًا الى أن المدرسة خضعت للترميم مرة واحدة فقط منذ تأسيسها قبل 105 أعوام.

بدورها، قالت سعادت إيكيز أوغلو، التي تعمل كمعلمة في المدرسة التاريخية منذ 32 عامًا، إن العديد من أقاربها تلقوا تعليمهم في هذه المدرسة.

ولفتت إيكيز أوغلو لوكالة الأناضول، إلى وجوب حماية المدرسة ذات الاهمية التاريخية.

من جهتها، صرحت إبرو بكين، رئيسة جمعية اتحاد الآباء والمعلمين، أن المدرسة التاريخية التي تخرجت منها ابنتها وابنها أيضًا تعتبر مصدر فخر لتركيا والمنطقة.

- من هو سعد الله قول أوغلو؟

سعد الله قول أوغلو (1884 - 1952 بنغازي/ ليبيا)، رجل دولة عثماني ليبي من أصول تركية، عمل واليًا في عدّة ولايات عثمانية، وكان أول رئيس وزراء في المملكة الليبية (1949-1952).

درس قول أوغلو في إسطنبول وخدم في مناصب إدارية مهمة في العهد العثماني، إذ شغل منصب نائب قائمقام درنة (ليبيا)، وقائمّقام في عدة مناطق أبرزها منطقة "بينار حصار" في قرقلار إيلي (تركيا)، وكذلك عيّن والياً في عدّة ولايات عثمانية أخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!