ترك برس

أفاد تقرير نشرته شبكة الجزيرة القطرية، بأن هناك تقارباً غير مسبوقاً بين وفدي التفاوض الروسي والأوكراني، ومؤشرات على تراجع التصعيد ميدانياً وسياسياً بين موسكو وكييف، وذلك عقب المفاوضات التي استضافتها مدينة إسطنبول مؤخراً.

وذكر التقرير أن الجولة الجديدة من المفاوضات الروسية الأوكرانية التي استضافتها إسطنبول أدت إلى حالة من التفاؤل بقرب انتهاء الحرب الروسية التي اندلعت قبل شهر وشهدت استعصاء على الحسم ومقاومة أوكرانية منعت سقوط العاصمة ومعظم المدن الكبرى في البلاد بيد القوات الروسية.

وبينما يبدو من السابق لوقته الجزم بأن الحرب تتجه إلى نهايتها، فإن عددا من المواقف والتصريحات يشير إلى وجود حالة غير مسبوقة من التقارب بين الطرفين المتفاوضين ومؤشرات لا تخطئها العين على تراجع حالة التصعيد ميدانيا وسياسيا، وهو ما قد يهيئ الأجواء لاتفاق بين الطرفين يضع حدا للحرب الدائرة منذ أكثر من شهر.

ومن أهم هذه التصريحات والمؤشرات ما يأتي:

1- تحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عقب اختتام المفاوضات في إسطنبول، عما وصفه بـ"التقدم الأهم" في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا منذ اندلاع الحرب، في الجولة التي استضافتها إسطنبول.

وقال الوزير التركي عقب 3 ساعات من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني "إنه التقدم الأهم منذ بدء المفاوضات"، مضيفا أن المحادثات لن تستأنف الأربعاء.

2- وبالتزامن مع ذلك، وصفت روسيا المفاوضات التي جرت في تركيا بـ"المفيدة"، حيث أعلن الوفد الروسي إلى محادثات إسطنبول أن موسكو ستقلص بشكل "جذري" نشاطها العسكري في شمال أوكرانيا وبما يشمل المناطق القريبة من كييف، وذلك عقب محادثات "مفيدة" مع الوفد الأوكراني.

وقال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين "نظرا إلى أن المحادثات عن إعداد اتفاق بشأن وضع أوكرانيا المحايد وخلوها من الأسلحة النووية انتقلت إلى مرحلة عملية.. اتُّخذ قرار بتقليص النشاط العسكري في منطقتي كييف وتشيرنيهيف بشكل جذري".

3- وتعليقا على ذلك، نقلت قناة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤول أميركي قوله إن الانسحاب الروسي قرب كييف يمثل تحولا إستراتيجيا في خطتها بالحرب، وأضاف أن الانسحاب الروسي جاء بعد ما وصفه بسلسلة من العمليات الفاشلة ويعكس تحولا روسيا طويل الأمد.

4- كما تحدثت موسكو أيضا عن مشروع، أو "اقتراح حل" بعد مفاوضات إسطنبول، وقال رئيس وفد التفاوض فلاديمير ميدينسكي إن هذا المقترح (المقدم من أوكرانيا) سيُنقل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف "بعد المحادثات المفيدة اليوم اتفقنا على اقتراح حل يتيح إمكانية عقد لقاء بين رئيسي الدولتين تزامنا مع توقيع وزيري الخارجية المعاهدة بالأحرف الأولى".

5- بدوره، أعلن رئيس الوفد الأوكراني عن إحراز تقدم كاف في المحادثات التي أجريت الثلاثاء الماضي مع الوفد الروسي في تركيا لحل النزاع مع روسيا، بما يسمح بعقد لقاء بين رئيسي البلدين.

وقال المفاوض الأوكراني ديفيد أراخميا إن "نتائج الاجتماع كافية لعقد لقاء على مستوى القادة" وهو اللقاء الذي كانت روسيا قد استبعدته أمس الاثنين معتبرة أنه سيأتي "بنتائج عكسية".

6- وفي حين كشف رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي عن بنود المقترحات الأوكرانية لتوقيع اتفاق سلام بين الطرفين، أكد أن بلاده لا تمانع في انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهو مؤشر دال على أن بعض القضايا الخلافية بين الطرفين بدأت تأخذ طريقها إلى الحل.

7- وفي مؤشر آخر على التقدم الحادث في المفاوضات، تحدث ميدينسكي عما يوصف بخريطة طريق للاتفاق المنتظر، قائلا إن الحديث يدور في البداية عن إعداد وثيقة الاتفاق، ثم التوافق عليها من قبل الوفدين، ثم يصدّق عليها وزيرا الخارجية بعد ذلك، ومن ثم يتم بحث لقاء الرئيسين للتصديق عليها، ولكنه أشار إلى أن عقد مثل هذا اللقاء ليس بالأمر السهل، خاصة أنه يمكن أن يكون متعدد الأطراف وبمشاركة الدول الضامنة للسلام والأمن في أوكرانيا، حسب قوله.

8- وعقب اللقاء قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيتحدث هاتفيا إلى زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة لبحث أحدث تطورات الحرب الروسية على أوكرانيا، كما سيتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي هاتفيا.

ويأتي الإعلان عن هذه الاتصالات بين الرؤساء الغربيين الداعمين لأوكرانيا بعد انتهاء الجولة الجديدة من المفاوضات التي تعهدت فيها موسكو بتقليص عملياتها العسكرية قرب مدينتي كييف وتشيرنيهيف الأوكرانيتين، في حين اقترحت أوكرانيا تبنّي وضع محايد مقابل ضمانات أمنية دولية تحافظ على سلامة أراضيها.

9- وقد تجاوبت الأسواق الدولية سريعا مع المؤشرات الإيجابية الجديدة، حيث تراجعت أسعار النفط بأكثر من 5% الثلاثاء، وذلك بعدما خفف التقدّم الذي يبدو أن المفاوضات بين موسكو وكييف تحققه المخاوف المرتبطة بإمدادات الخام الروسي على خلفية حرب أوكرانيا.

10- كما سجّلت أسواق الأسهم في أوروبا ارتفاعا اليوم الثلاثاء على خلفية التقدّم في مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا، في حين ارتفع الروبل بنسبة 10%.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".​​​​​​

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!