إرتان أجار - صحيفة راديكال - ترجمة وتحرير ترك برس

تشير الأبحاث إلى وجود أكثر من 3 مليار مستخدم فعّال للإنترنت في العالم. وهذا يعني أن نصف سكان الكرة الأرضية تقريبا مرتبطون بعالم الإنترنت.

هذا العدد ليس بالمهول، فخلال عشر سنوات قادمة سيكون من الطبيعي ازدياد هذا العدد أضعافا مضاعفة.

تتطوّر مجتمعاتنا إلى مجتمعات رقمية. ولن يكون بمقدور الشركات أو الماركات التي لم تتبنّى هذا التطوّر الوقوف على قدميها مستقبلاً، لأن وسائل الإعلام التقليدية وقنوات التواصل أصبحت تتضاءل ليحلّ مكانها الإنترنت والشبكات الرقمية.

أصبحت حياتنا آلية، فلكي نركب العبارة و"المتروباص" علينا أن نقطع التذاكر من الآلة المخصصة لذلك، وأصبحنا نشرب القهوة من آلات البيع. أما أموالنا فنسحبها من الصراف الآلي، ونقوم بالأعمال المصرفية الأخرى من خلال فروع البنوك على الإنترنت، ونحل كل أمورنا المؤسسية والتجارية من خلال روبوتات المقاسم الهاتفية. أصبحنا نتابع الصحف من خلال الإنترنت، وتصلنا الأخبار الشخصية عبر البريد الإلكتروني، ونختار أزواجنا وأصدقائنا من خلال ملفاتهم على صفحات المواقع الإلكترونية.

الأجيال القادمة، من عمر 7 سنوات وحتى 70 عاما سيكونون داخل هذه الحلقة الرقمية. بعد اليوم كما يمتلك كل شخص رقم هاتف، سيكون له بريد الكتروني وصفحات اجتماعية واسم مستعار يلائم عالم الصناعة ومدوّنات شخصية.

قبل سنوات قليلة كان التلفاز هو السبب الرئيس لضعف التواصل الاجتماعي والعلاقات بين الناس. بينما اليوم، حلّ الإنترنت مكان التلفاز الذي ذهب بسلبياته وإيجابياته.

أصبحت الهواتف الجوالة الصغيرة توصلنا إلى الإنترنت، وهذه الخاصية جعلتها تحتل مكانا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا. لأنها تقدم لنا كل شيء نبحث عنه.

وصلنا إلى حالة إدمان على الإنترنت لم يسبق لها مثيل. حتى وصلت إلى درجة أن الشخصين اللذان يجلسان بجانب بعضهما البعض يدردشون عن طريق الفيسبوك من خلال هواتفهم الذكية بدلا من التحدث مع بعضهم البعض بصورة مباشرة.

أصبح لكل شخص وسيلته الإعلامية الخاصة به في العالم الرقمي من خلال المدوّنات والشبكات الاجتماعية. المعلومة اليوم، مقارنة بالقنوات التقليدية أصبحت تصل بسرعة هائلة وبقوة تأثير كبيرة إلى ملايين الأشخاص بنفس اللحظة.

أشرت الى أنّ الأبحاث تفيد بوجود 3 مليار مستخدم فعال على الإنترنت، وأنّ هذه الأعداد ستزداد أضعافا مضاعفة خلال السنوات القادمة وهذا يعني أننا نتحوّل الآن إلى مجتمع رقمي بدون قصد.

التكنولوجيا تتقدم بسرعة هائلة ومخيفة، فحتى أبعاد التواصل الاجتماعي تتغير الآن.

ينبغي أن نطوّر استراتيجيات جديدة، لأن إدارة التواصل الاجتماعي وحتى الأمور التجارية بالطرق التقليدية بعد اليوم، تشبه محاولة الوصول إلى القمر بعربة يجرها ثور.

عن الكاتب

إرتان أجار

كاتب في صحيفة راديكال


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس