حسين يايمان - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

تتجه الأنظار في تركيا منذ الآن إلى الانتخابات البرلمانية التي ستجري في العام المقبل، وذلك بعد إخفاق الأحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية والرئاسية التي جرت هذا العام. وإذا ما نظرنا إلى الوضع الداخلي للبلاد، وجدنا أنّ من البديهي أن يخسر حزب العدالة والتنمية شعبيته ويكسب معارضوه مزيدا مما حصلوا عليه من الأصوات. لكنّنا نرى أن العكس يتكرر في كل استحقاق انتخابي. والأزمة التي يمر بها حزب الشعب الجمهوري خير دليل على هذا.

لم تتمكّن الأحزاب المعارضة من أن تعكس معارضة الشارع التركي وتترجمها إلى لغة السياسة، وهي تحاول الآن أن تبرر موقفها من الهزائم المتكررة في الانتخابات. فحزب الشعب الجمهوري يحتمي وراء أحداث غيزي بارك من دون أن يفهم أو يعلم الغاية الأساسية لهذه الأحداث. لقد فشلت المعارضة التركية، وهذا الفشل لم يقتصر على الصعيد الوطني فحسب بل كان على الصعيد المحلي أيضاً. حيث لم تتمكّن المعارضة من أن تضع رؤية استراتيجية جديدة وأن تبعث الأمل في نفوس ناخبيها.

كيف سيكون وضع حزب الشعب الجمهوري

خسر حزب الشعب الجمهوري في تسعة استحقاقات انتخابية عندما كان "دينيز بايكال" رئيسا له، كما خسر في أربعة استحقاقات انتخابية في عهد الرئيس الحالي "كمال كلتشدار أوغلو"، ولم يتمكّن هذا الحزب من الوصول إلى السلطة منذ عام 1955، عندما اتفق مع حزب الطريق الصحيح آنذاك. وعلاوة على خسائره على صعيد الانتخابات العامة، فقد بدأ الحزب يفقد المدن المعروفة بولائها له.

وعلى الرغم من كل هذه الهزائم، لم يحاسب القائمون على الحزب أنفسهم في يوم من الأيام، ولم يتباحثوا فيما بينهم عن أسباب تلك الهزائم المتتالية. فحتى خسارة الحزب لرئاسة بلدية مدينة " تونجلي" التي تعتبر مسقط رأس كلتشدار أوغلو، لم يتم تباحث أسبابها. وفي مدينة تونجلي أيضا، جاء مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة الجمهورية " أكمل الدين إحسان أوغلو" في المرتبة الثانية بعد صلاح الدين دميرطاش. فتخيلوا رئيس حزب يخسر الانتخابات في عقر داره. فكيف سيكون هذا الرئيس ناجحاً على الصعيد الوطني؟

لماذا يخفق حزب الحركة القومية في الانتخابات

لا يختلف وضع حزب الحركة القومية كثيرا عن وضع حزب الشعب الجمهوري. فمنذ انتخابات الإدارة المحلية عام 2009، لم يستطع الحزب التخلص من الانجرار وراء حزب الشعب الجمهوري. كما لم يتمكن الحزب من تجديد نفسه، ولم يستطع مواكبة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد. ورغم ازدياد الطبقة الوسطى في البلاد، لم يتمكن حزب الحركة القومية من الحصول على أصواتها.

هل تتغير السلطة الحاكمة عام 2015

في حال استمرار كل من حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية في تخبطهما، فإن حزب الشعوب الديمقراطية ومن خلال القفزة التي حققها في الانتخابات الأخيرة، يبدو وكأنه مرشح لأن يكون الحزب المعارض الرئيسي في الانتخابات المقبلة. فإن استمر حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية على هذا النهج، فإن نتائج انتخابات 2015 لن تكون أفضل من سابقاتها. فإن لم يضع هذان الحزبان نصب أعينهم نتائج الانتخابات في كل من ولايات تونجلي و عثمانية و يوزغات، ويقوموا بتحليل سياسي لها، ويبحثوا عن نتائج الخسارة في هذه الولايات، فانهم سيصدمون بنفس النتائج.

أخطاء المعارضة

1- لا تعمل أحزاب المعارضة بما فيه الكفاية، ولا تسعى لإيجاد سياسات جديدة.

2- تبني سياساتها على أساس معارضة حزب العدالة والتنمية، ولا تقدّم للشعب مشاريعها.

3- تيحث عن أخطاء حزب العدالة والتنمية لكي تبني سياساتها على أخطاء غيرها.

4- لم يتمكن حزب الحركة القومية وحزب الشعب الجمهوري من كسب ود الشعب، لأنهما فقدا مصداقيتهما لدى الشعب.

5- لم تستطع أحزاب المعارضة قراءة الفرد و النسيج الاجتماعي التركي الجديد، ولم تفهم ما هو مفهوم الاتجاهات الضخمة.

6- تتبع دائما أسلوب النقد، وعندما توكل إليها مهام القيادة تفشل فيها.

7- في السابق كانت أحزاب المعارضة تقول: لندع الجيش يحدد قيادة الدولة، أما الآن فيقولون "لتخطئ حكومة العدالة والتنمية كي ننفرد بالسلطة".

8- لا يستطيعون تفعيل سياسات يؤدي إلى تخفيض أصوات حزب العدالة والتنمية ورفع أصوات المعارضة من الناخبين. ففي كل استحقاق انتخابي يكونون داعمين لحزب العدالة والتنمية من حيث لا يدرون، وذلك من خلال سياساتهم الخاطئة.

عن الكاتب

حسين يايمان

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس