حسين يايمان – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

اعتاد حزب العدالة والتنمية على تغيير أكثر من نصف الطاقم الخاص به قبل كل انتخابات، ومن المتوقع أنْ يحصل نفس الشيء في الانتخابات المقبلة أيضا، فتغيير القوائم وتحديثها يزيد من الديناميكية والنشاط والحيوية داخل الحزب، كما يوفر نوعا من الحماس  والشغف في المجتمع، واردوغان لم يتخلّ عن هذا المبدأ الذي يعتبره أساس للتقدم من وضع راهن إلى وضع أفضل وأكثر صوابا.

سيتم تطبيق نفس العملية في الانتخابات المقبلة أيضا، بمعنى أنّ نصف القائمة الانتخابية ستتغير، وبتطبيق قاعدة الثلاث فترات نجد أنّ ثلاثا وسبعين اسما لنْ يستطيعوا الترشح للانتخابات، وهذا يعني أنّه سيحدث تغيير أكبر من السابق، ويقود هذا التغيير داود أوغلو، الذي يصف هذه العملية "بمأسسة وإنشاء وإحياء" داخل أروقة حزب العدالة والتنمية، فهو بذلك يمنح الفرصة للأسماء التي خدمت الحزب لفترات ثالث كي تستريح، وبنفس الوقت يعمل على توحيد وضبط هيكلة الحزب الجديدة.

تشكيل حزب العدالة والتنمية من جديد!

سيكون الطاقم الجديد لحزب العدالة والتنمية هو المسئول عن قيادة تركيا الجديدة في المرحلة الجديدة، فحزب العدالة والتنمية هو أفضل مثال على نجاح سياسته القائمة على "التغيير المستمر داخل الحزب"، لذلك يضع الزعيم المؤسس طيب اردوغان أهدافا أمام هذا الطاقم الجديد، فالحديث عن تحديات بحجم تغيير الدستور وتطبيق النظام الرئاسي، يوجِد همّة ونشاطا وحيوية داخل القواعد الجماهيرية للحزب.

كما قلت في السابق، منافس حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة هو الحزب نفسه، فطالما لم يرتكب الحزب خطأ كبيرا وفادحا، فلن تصل أحزاب المعارضة إلى سدة الحُكم، مع أنهم مستمرين في حملتهم لتشويه سمعة العدالة والتنمية داخل المجتمع، لذلك علينا قراءة "التغيير والتحول" الحاصل في قواعد الحزب بصورة صحيحة، لأنّ هذا التغيير ليس تغييرا شكليا فحسب، وإنما تغيير عميق ومدروس ومُختار بعناية فائقة.

قيادة داود أوغلو لإعادة تشكيل هيكل حزب العدالة والتنمية لا يهدف فقط لتغيير الأسماء وشكل الإطار الداخلي، وإنما يهدف إلى تحديث وتجديد سياسية الحزب وسياسييه، وستكون أول خطوة على طريق التغيير هي قائمة الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة، فلكي يكتب الحزب حكاية نجاح جديدة هو بحاجة للغة جديدة وخطاب جديد وطاقم حديث، والعدالة والتنمية هو حزب يملك ذهنية التغيير القادرة على الخروج من مرحلة الإحلال والتجديد بأبهى صورة.

ماذا تُغيّر قاعدة الثلاث فترات؟

قاعدة الفترات الثلاث تعني التغيير والتجديد على مستوى الأشخاص والسياسة.

هذا يُثبت أنّ حزب العدالة والتنمية يجدد "شبابه ويتحدث" باستمرار دون أنْ يفقد صفته ومهارته وهيبته.

عملية تأسيس وإنشاء ما سيحصل في المستقبل ستكون من قبل طاقم جديد.

قاعدة الثلاث فترات تشكل تحديثا وتجديدا لديناميكية الحزب، فضلا عن تفعيل دور تدوير المسئولية السياسية.

تجديد أطقم الحزب يعني أنه سيتم تشكيله وإعادة هيكلته بما يتلاءم وروح تركيا الجديدة.

سيرافق تغيير وتجديد طاقم الحزب، تغيير وتجديد لغة الخطاب السياسي.

قاعدة الثلاث فترات تنهي كل الأقاويل عن احتمال انغلاق الحزب على نفسه.

سيكون هذا التغيير بمثابة الخطوة الهامة لقيادة حزب العدالة والتنمية ليكون الحزب الحاكم خلال الفترة المقبلة، وهذا هو مفتاح باب العشر سنوات الثانية للعدالة والتنمية في سدة الحُكم.

قاعدة الثلاث فترات ستعمل على توحيد أساسي وكبير للسياسة، ليس داخل حزب العدالة والتنمية فحسب، وإنما في الحكومة والدولة.

سيعمل هذا التحديث والتجديد على المحافظة على قواعد الاتزان والتواصل التي تربط بين العدالة والتنمية بالمجتمع.

سيكون ذلك بمثابة نجاح يتوافق مع ما يطلبه الشعب، فالعدالة والتنمية سينجح في تحقيق ذلك، فيما لم يستطع حزب الشعب الجمهوري ولا حزب الحركة القومية بعمل التغييرات اللازمة من أجل كسب رضا الجمهور.

عن الكاتب

حسين يايمان

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس