براء بادنجكي - ترك برس

قد تتساءل: “هل انتهى زمن الاستثمار العقاري في تركيا؟” الكثيرون يظنون ذلك، خاصة بعد تقلبات السوق وانخفاض الأسعار، وأنا كنت أحد هؤلاء الناس في بدايات دخولي عالم العقار. فهل هذه التذبذبات هي دليل على انهيار السوق العقاري في تركيا؟ أم أن هناك وجهة نظر أعمق يجب أن نتبناها؟

تقلبات السوق: دليل انهيار أم فرصة؟

الكثير من الناس، قد يعتقدون أن التذبذبات في الأسعار تعني نهاية السوق. هذا الشعور طبيعي نتيجة التجارب الشخصية لبعض المستثمرين الذين واجهوا خسائر. ومع ذلك، من المهم أن نفكر بعمق قبل أن نصدر الأحكام. الاستثمار العقاري مرتبط بعوامل متعددة ومعقدة، مما يجعل الحكم على جدوى الاستثمار يعتمد على دراسة شاملة وليس على تجارب شخصية فقط.

تحيزات مسبقة وخبرات فردية

علينا أن نعترف بأن التحيزات تلعب دوراً كبيراً في تكوين وجهات نظرنا. ربما يكون لدى البعض تجارب سلبية في الاستثمار العقاري في تركيا، ولكن هل هذا يعني أن السوق كله غير جيد؟ يجب علينا أن نحلل السبب الحقيقي وراء هذه التجارب السلبية. ربما لم تكن تركيا البلد المناسب لتحقيق أهداف معينة لبعض المستثمرين، أو ربما تم تضليلهم بمعلومات غير دقيقة عن السوق فيها مبالغة بعوائد الأرباح.

العائد الإيجاري: بين التوقعات والواقع

أحد أكبر المفاهيم الخاطئة التي يواجهها المستثمرون هو العائد الإيجاري. فالعديد من العاملين في القطاع العقاري قد يقدمون أرقاماً مبالغ فيها حول العوائد الإيجارية، خاصة للمستثمرين القادمين من دول الخليج فهم معتادون على عوائد تصل إلى 10 بالمئة أحيانا من قيمة شقة في دبي . ولكن يجب أن نكون حذرين، فالعديد من الأرقام المقدمة من بعض الوسطاء العقاريين في تركيا لا تأخذ في الاعتبار تقلبات سعر الصرف، ناهيك عن أن الأرقام لا تصل إلى 5 بالمئة من قيمة شقة في إسطنبول او شقة في تركيا إلا في بعض الأماكن قد نصل في الاستثمار العقاري السياحي في تركيا الى عوائد أعلى لكن أيضا يجب الانتباه أن العديد من التجارب لم تكن جيد بسبب عدم معرفة المحددات و الأطر القانونية التي يسمح بها بتاجير عقارك السكني للسياح في إسطنبول او تركيا مما يؤثر بشكل سلبي جداً على نظرة المستثمر نتيجة الفروق الشاسعة بين الوعود والواقع.

فرصة الاستثمار في الوقت الحالي

في ظل التغيرات الاقتصادية الأخيرة، يظهر أن الاستثمار العقاري في تركيا أصبح الآن مناسباً بشكل خاص، خصوصاً في بعض مناطق إسطنبول. فشراء شقة في اسطنبول اليوم يعتبر فرصة برأيي نتيجة ارتفاع سعر الفائدة بشكل كبير التي أدت إلى نزول أسعار شقق اسطنبول إلى أرقام جيدة فعلاً ولكن مع خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، من المتوقع أن تتبعه تركيا بخفض مماثل قبل نهاية العام وربما مع بداية العام المقبل. هذا الاتجاه سيحفّز المستثمرين الأتراك والأجانب على العودة إلى السوق العقاري، خاصة بعد سحب مدخراتهم من البنوك والاتجاه للاستثمار في العقارات.

من المتوقع أن تشهد أسعار العقارات في تركيا، وخصوصاً عقارات إعادة البيع من الأفراد، ارتفاعاً ملحوظاً مع عودة الطلب. فالمستثمرون المحليون، الذين يشكلون جزءاً كبيراً من الذين يستثمرون في العقار في بلد يبلغ تعداد سكانه حوالي 90 مليون نسمة، سيرون في العقار خياراً آمناً ومستداماً لاستثمار مدخراتهم، خاصة أن العقار يشكل جزءاً أساسياً من الثقافة الاستثمارية والمعاشية في تركيا، كما هو الحال لدى العديد من المستثمرين العرب. وبالتالي، لا يمكن القول بأن الاستثمار العقاري سينتهي في تركيا بسهولة.

القيود الجديدة وتأثيرها على السوق

مع التغييرات الجديدة، مثل رفع الحد الأدنى للحصول على الجنسية التركية عبر العقارات إلى 400 ألف دولار، والقيود على إقامة الأجانب في بعض المناطق، أصبحت الخيارات أكثر محدودية للمستثمرين الأجانب المهتمين بموضوع الإقامة العقارية لكن هذا لا يعني أن الفرص قد اختفت تماماً. فبالمقارنة مع اليونان، حيث ارتفعت تكلفة “الفيزا الذهبية”، من 400 ألف يورو إلى 800 ألف يورو لبعض مناطق أثينا وتحتاج أن تنتظر 7 سنوات لتقدم على الجنسية التي لم تعد سهلة كالسابق حسب حديث ودي أجريته مع صديق وخبير عقاري هناك إننا نرى أن هذه التغييرات تحدث في العديد من البلدان وليس فقط في تركيا.

الاستثمار الذكي: مع من وأين؟

الخلاصة هنا هي أن النجاح في الاستثمار العقاري يعتمد بشكل كبير على اختيارك للشريك العقاري المناسب والمكان المناسب. وكما أقول دائماً:

“العقار استثمار آمن فقط إن استثمرت به في المكان الصحيح مع الشخص الصحيح ، وإلا فهو أكثر الاستثمارات مخاطرة.”

عن الكاتب

براء بادنجكي

خبير عقاري في الاستثمار العقاري الدولي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس