ترك برس

تحدث الرئيس السوري أحمد الشرع عن وساطة تركية وعربية وأمريكية أودت إلى وقف العدوان الإسرائيلي ضد القوات الحكومية في محافظة السويداء، جنوبي البلاد.

جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها، مساء أمس الأربعاء، تعليقاً على التطورات المتسارعة في محافظة السويداء، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا".

وأشاد الرئيس السوري بالدور المحوري الذي لعبته الوساطات الأمريكية والعربية والتركية في تجنيب محافظة السويداء والمنطقة بأسرها خطر الانزلاق نحو صراع واسع، مشيرًا إلى أن هذه الجهود ساهمت في نزع فتيل أزمة كانت تهدد وحدة سوريا واستقرارها.

وقال الشرع إن بلاده كانت أمام خيارين أحلاهما مر: إما الدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وهو ما كان سيؤثر بشكل مباشر على أبناء الطائفة الدرزية وأمنهم، أو فسح المجال لوجهاء ومشايخ السويداء لإعلاء صوت العقل والمصلحة الوطنية.

وأكد أن دمشق اختارت تغليب مصلحة السوريين على الفوضى والدمار، مشددًا على أن قرار تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بالمساعدة في حفظ الأمن جاء في إطار سعي الدولة لحماية وحدة البلاد وتفادي تصعيد عسكري واسع يعيد البلاد إلى دائرة عدم الاستقرار.

وأضاف أن سوريا لا تخشى الحروب، لكنها تضع في مقدمة أولوياتها الحفاظ على السلم الأهلي، ومواصلة مسار التعافي بعد سنوات من الحرب، مشيرًا إلى أن الجهات التي أخلّت بالأمن ستُحاسب وفق القانون، دون استثناء، وأن الدولة تضمن سلامة جميع المواطنين بمن فيهم أبناء السويداء.

وختم الرئيس السوري كلمته بالتأكيد على أن بلاده ماضية في الحفاظ على استقرارها ووحدة أراضيها، وعلى التزامها بحماية مستقبل أبنائها في وجه أي تهديدات داخلية أو خارجية.

ماذا يحدث في السويداء؟

دخلت قوات الجيش السوري، الاثنين، محافظة السويداء بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين مجموعات درزية وقبائل بدوية، استخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، إثر نزاعات حول مصادرة مركبات بين الطرفين.

وأوضحت المصادر أن غالبية الضحايا كانوا من المقاتلين في هذه المجموعات، بينما أصيب عدد من المدنيين جراء المواجهات التي خلفت أكثر من 30 قتيلاً ونحو 100 جريح، بحسب أحدث إحصائية لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" مساء الاثنين.

وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مناطق مختلفة في سوريا بذريعة "حماية الدروز" في محافظة السويداء و"نزع السلاح من الجنوب السوري".

واستهدفت مقاتلات حربية إسرائيلية -أمس الأربعاء- مقري وزارة الدفاع وهيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق ومدنا سورية أخرى، وقررت نقل قوات إلى الجولان المحتل.

يُذكر أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، بدأت قوات الأمن العامة التابعة للحكومة الجديدة التوسع في دخول المحافظات السورية، إلا أن رتلًا أمنياً كان قد تراجع عن دخول السويداء حينها وعاد إلى دمشق تفادياً لتصعيد النزاع، إثر رفض من حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل في المحافظة.

في الوقت ذاته، تولى أبناء المحافظة مسؤولية تأمين المنطقة، لكنهم فشلوا في السيطرة على الوضع، ما استدعى تدخل الجيش ووزارة الداخلية لإنهاء الفوضى وإعادة الاستقرار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!