ترك برس

كشفت صحيفة "ذا ناشيونال" أن الحكومة السورية تستعد لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد ما تسمى بقوات "قسد"، بجيش قوامه نحو 50 ألف جندي، في خطوة قد تعيد خلط الأوراق في شمال شرقي البلاد.

ووفقاً للتقرير، فإن فشل "قسد" في الاندماج مع الجيش السوري وعدم التزامها ببنود اتفاق مارس/آذار الماضي، أسهما في تصاعد التوترات مع دمشق. وأوضحت الصحيفة أن العملية المرتقبة ستركز على طرد عناصر "قسد" من محافظتي الرقة ودير الزور.

كما أشارت إلى أن العشائر العربية أبدت استعدادها لدعم الجيش السوري في هذه العملية، لافتة إلى أن العرب يشكلون نحو 30% من عناصر "قسد"، وهو ما قد يؤدي إلى انشقاق أعداد كبيرة منهم وانضمامهم إلى صفوف الجيش السوري في حال اندلاع مواجهة.

التقرير اعتبر أن أي عملية من هذا النوع ستفتح مرحلة جديدة في الصراع السوري، خاصة مع ما قد تتركه من تداعيات على المشهد الميداني والسياسي في المنطقة.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، قد صرح، الجمعة، أن هناك مفاوضات مستمرة بين سوريا و"قسد" منذ سنوات، وأنه تم التوصل إلى توافق تاريخي في 10 مارس 2025 بين سوريا وقسد برعاية دولية من تركيا وأميركا.

وقال الشرع إن هذا الاتفاق نال موافقة جميع الأطراف المعنية، مشيراً إلى أن قسد أبدت استعدادها لتنفيذ بنوده رغم بعض التباينات في المواقف على الأرض.

وأعرب الرئيس السوري عن تفاؤله بأن القضية ستُحل بشكل سلمي، مع تأكيده على أن سوريا لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها، وأنه سيتم ضمان حقوق جميع الأطراف في الدستور والقانون السوري.

وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت في 10 مارس/آذار الماضي توقيع اتفاق مبدئي مع قوات سوريا الديمقراطية لدمج هياكلها العسكرية والإدارية في شمال شرقي البلاد في مؤسسات الدولة.

لكن الاتفاق دخل في حالة جمود خلال الأشهر التالية، إذ لم تسجل خطوات تنفيذية ملموسة حتى يوليو/تموز الماضي، بسبب تمسك "قسد" بصيغة اللامركزية، تمنحها صلاحيات واسعة في إدارة مناطقها، وهو ما رفضته دمشق باعتباره انتهاكا لوحدة الدولة والجيش.

وفي محاولة لكسر الجمود، عقد في 9 يوليو/تموز اجتماع رفيع المستوى في دمشق جمع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بحضور المبعوث الأميركي توماس برّاك وممثل عن الحكومة الفرنسية.

ورغم الأجواء التصالحية، لم يسفر الاجتماع عن اختراق حاسم، إذ بقيت الخلافات عن صلاحيات الإدارة الذاتية ومستقبل التمثيل السياسي لقسد ومصير عناصرها المسلحين قائمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!