الأناضول

اعتبر محللون لبنانيون، اليوم الجمعة، أن ترشيح وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لرئاسة "حزب العدالة والتنمية" ورئاسة الحكومة خلفا لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الفائز بانتخابات رئاسة الجمهورية، "استمرارية وتطوير للسياسة الخارجية التركية"، مشيدين بشخصية داوود أوغلو "التي توحي بالثقة" ورؤيته "التي توحي بالأمن والاطمئنان" خاصة سياسة "صفر مشاكل" التي "حمت تركيا" من تداعيات الحرب في سوريا والعراق.

وقال رئيس تحرير جريدة "المدن" الإلكترونية ساطع نور الدين "أنا أعرف داوود أوغلو شخصيا والتقيت به مرات عديدة وأعرف ما يتمتع به من قدرات عالية وكفاءات مميزة"، معتبرا أن اختياره في هذه المرحلة لرئاسة "حزب العدالة والتنمية" والحكومة التركية "تطوير للسياسة الخارجية التركية ودفعها نحو الأمام، وإعادة تنظيم الحزب من الداخل".

ورأى نور الدين في حديث لوكالة الأناضول أن مرحلة داوود أوغلو "ليست مرحلة انتقالية كما يحاول أن يقول البعض، بل ستستمر لما لهذا الرجل من فكر عميق مميز وقدرة قوية على النجاح".

وانتقد "الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وسخروا من فكرة داوود أوغلو حول سياسة الصفر مشاكل مع دول الجوار"، مشددا أن هذه السياسة "لم تفشل على الإطلاق، فلولاها لكانت تداعيات وعواقب الحرب في العراق وسوريا على تركيا أخطر وأسوأ بكثير مما هي عليه اليوم... هذه السياسة حمت تركيا كثيرا وهي التي ساهمت بالاستقرار والدور التركي المميز في المنطقة".

وعدد نور الدين بعض ما قام به أوغلو خلاله ترأسه الدبلوماسية التركية، مشيرا إلى سعيه الدؤوب خلال بدايات السورية لإيجاد حلول تحمي سوريا وشعبها، وذلك  بزياراته المكوكية الكثيرة الى دمشق في العام 2011 و2012 حاملا مشاريع إصلاح رفضها النظام آن ذاك.

وأضاف أن السياسة الخارجية لتركيا كانت في مقام "النصح الأمين" للرئيس المصري المعزول محمد مرسي وفريق عمله إبان ترأسه مصر، ومن باب الحرص على الدور المصري واستقرار البلد.

وعن العراق، أشاد نور الدين بالسياسة الخارجية التركية التي كان ينتهجها داوود أوغلو تجاه هذا البلد عامة والأكراد فيه خاص، مشيرا الى "المصالحة التاريخية" بين تركيا والاكراد العراقيين .

وعن القضية الفلسطينية، رأى أن هناك "خطا تركيا ثابتا لا يتزحزح الى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني من اجل حمايته بأي شكل من الأشكال"، مؤكدا أن هذا الخط سيستمر بوجود داوود أوغلو على رأس الحكومة التركية.

وختم بالقول إن "الانقلابيين في مصر وبعض دول الخليج العربي سيضطرون للتعامل مع تركيا وسيعرفون مدى جدوى التعامل معها"، معتبرا أن ما أنجزه داوود أوغلو مع العالم العربي "لن يزول".

من جهته، رأى الكاتب الصحفي والمحلل الاستراتيجي ميشال نوفل أن ترشيح داوود أوغلو لرئاسة "حزب العدالة والتنمية" ورئاسة الحكومة التركية "يشير الى الاستمرارية في سياسة الحزب وسياسة الدولة مع فكر العمق الاستراتيجي لأوغلو ومع قائد تاريخي فذ هو الرئيس أردوغان".

واعتبر نوفل في حديث لـ"الأناضول" أن هذه الاستمرارية "أمر جيد وإيجابي" خاصة في ما يتعلق بالانفتاح على العالم العربي والارتباط بالقضية الفلسطينية، مشيدا بشخصية أوغلو "التي توحي بالثقة" ورؤيته "التي توحي بالأمن والاطمئنان".

ولفت الى أن داوود أوغلو سيواجه تحديات وصعوبات "تحتاج لمعالجة وحلول جديدة" خاصة في ظل ما يشهده العالم العربي من "تحولات كبرى وحالة تمرد".

وأشار نوفل الى أن الرئيس الجديد لحزب العدالة والتنمية "سيحافظ على وحدة الحزب" بالرغم من أن المشاكل التي تواجه تركيا تنعكس على جسم الحزب وتتفاعل داخله وتؤدي الى وجود بعض التباين بوجهات النظر"، معتبرا أن داوود أوغلو "سيستطيع إنجاز مهمة المحافظة على تماسك الحزب وإعطائه نفسا جديدا إيجابيا".

وذكر أن تهنئة الرئيس التركي عبد الله غل لأوغلو والإشادة به "مهمة جدا وتعكس مدى التماسك بين أعضاء الحزب على عكس ما يحاول البعض أن يروج عن انقسامات وخلافات"، معتبرا أن كلام غل "يدل على مصداقيته ودوره التاريخي في صفوف الحزب".

وعن الكيان الموازي للدولة (جماعة فتح الله غولن)، رأى نوفل أن داوود أوغلو "سيتابع المسيرة بمحاربة هذا الكيان حتى القضاء عليه".

يشار إلى أن الحكومة التركية، تصف جماعة "فتح الله غولن"، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية "بالكيان الموازي"، وتتهمها بالتغلغل في سلكي الشرطة، والقضاء، والوقوف وراء حملة الاعتقالات، التي شهدتها تركيا في 17 كانون الأول/ ديسمبر (2013)، بذريعة مكافحة الفساد، كما تتهمها بالوقوف وراء عمليات تنصت غير قانونية، وفبركة تسجيلات صوتية.

وأعلن رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، ترشيح وزير الخارجية، "داود أوغلو"، مساء أمس الخميس، لرئاسة حزب "العدالة والتنمية"، الحاكم، ورئاسة الوزراء.

ويُشار إلى أن الإعلان الرسمي (البروتوكولي) عن تعيين "داود أوغلو"، لرئاسة الحزب، وبالتالي رئاسة الوزراء، سيتم في  المؤتمر العام لحزب "العدالة والتنمية"، الذي سيعقد في (27)  أغسطس/ آب الجاري، ليكون بذلك داوود أوغلو رئيس وزراء الحكومة الـ (62) في تاريخ الجمهورية التركية.

يذكر أن ترشيح داوود أوغلو للمنصب خلفاً لأردوغان جاء بعد فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 10 أغسطس/ آب الجاري حيث حصل على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين.

ومن المنتظر أن يتسلم أردوغان مهام منصبه الجديد رسميا في الـ (28) من الشهر الجاري، وهو تاريخ نهاية مدة ولاية الرئيس الحالي عبد الله غل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!