غونغور منغي - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

لقد أصبحت مفاهيم التغيير والتجديد من المفاهيم المعاصرة في هذه الأيام. وهذا ليس سيئا، يكفي أن نقوم بتعريفها بالشكل الصحيح. لأننا كدولة لسنا من أصحاب الخبرة والتجربة العميقة في هذا المجال "التحديث والتغيير".

أود أن أستجلب مثالا من صحيفة "نيويورك تايمز" لكي ألفت الانتباه إلى مدى أهمية مسألة التجديد والتغيير.

قال خبير المعهد الملكي البريطاني "آرون أستين" إنّ "العمق الاستراتيجي لأحمد داود أوغلو وسياسته التي تهدف إلى إنهاء الخلافات مع دول الجوار قد فشلت".

هذه العبارة ليست بالجديدة. فالكل بات يردد هذا الشيء. لكنّ ما يدعو للقلق هو متابعة الكاتب لكلامه قائلا "يجب علينا أن لا ننتظر تغيرا في سياسة تركيا الفاشلة خارجيا"، ويتابع "سيتابع أحمد داود أوغلو المنهج نفسه بعد أن يصبح رئيساً للوزراء، ولا أتوقع أن يكون هناك تغيير في سياسة تركيا الخارجية".

من هنا تبرز أهمية التغيير والتجديد، فالتغيير ضروري ولا مفر منه لأن سياستنا الخارجية تعاني من تصلب في الشرايين، وللأسف كذلك علاقاتنا مع العالم المجاور.

ماذا انجزت المقاطعة؟

رجب طيب أردوغان هو الرئيس الأول المنتخب من قبل الشعب. وقد أعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كلتشدار أوغلو أنه لن يحضر مراسم اليمين الدستوري الذي سيتسلم أردوغان من خلاله مقاليد الحكم في البلاد.

قرار كلتشدار أوغلو يجب أن يتغير كذلك، لأن حزب الشعب الجمهوري قاطع مراسم اليمين الدستوري للرئيس عبد الله غُل أيضا. فلم يتغير شيء.

وبصرف النظر عن أي شيء آخر، ألا يفترض أن يحضر الإنسان يمين القسم لأردوغان الذي سيقسم على المحافظة على الدستور الذي يحاول منذ أشهر بل ومنذ سنين تعديله.

الانتخابات فرصة للتجديد. ولا أحد يريد أن يواجه المشاكل نفسها في الانتخابات المقبلة. لقد عمل حزب الشعب الجمهوري ولم ينجح. وكل ادعاءات الفساد لم تجدِ نفعا ولم تضر الحزب الحاكم. وعلى حزب الشعب الجمهوري أن يبحث عن أسباب الفشل في نفسه ويقوم بالتغييرات اللازمة لتحقيق النجاح، كما يجب عليه أن يكف عن اتهام الجمهور بعدم الوعي.

على الشعب أن يختار مرشحيه

متى يجب أن يدق الفشل باب التغيير؟ لو نظرنا إلى جواب رئيس حزب الشعب الجمهوري فيما يخص هذا السؤال لوجدناه على الشكل التالي. " سأترك رئاسة الحزب إذا كان هناك هبوط في نسبة الأصوات في الانتخابات. وهذا لا يعني أنني سأترك رئاسة الحزب لمجرد فقدان نسبة ضئيلة من الأصوات. أنا أقصد بذلك أنّي إذا فقدت نسبة 2 أو 3 بالمئة حينئذ أترك رئاسة الحزب وأتنحّى عن قيادته".

فإذا ما نظرنا إلى جواب كلتشدار أوغلو نجد أن على الحزب أن يفقد ملايين الأصوات كي يترك الرئيس مقعده لشخص آخر. فهذا المفهوم لا بد من تغييره. لأن أي حزب لم يتمكن من الوصول إلى السلطة خلال 12 عام، لا يمكن أن نقول عنه إنه حزب ناجح في الحياة السياسية. ولا يمكنك أن تجد العدالة في هذا الحزب كونه لا يعير أي اهتمام للانتقادات الداخلية الموجهة إليه.

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس