غونغور منغي - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

في زيارة رئيس إقليم شمال العراق مسعود البرزاني قبل أيام قام بزيارة مبنى جهاز المخابرات التركية العامة بعدما طلب مقابلة رئيسه هاكان فيدان؛ الأمر الذي يطرح الكثير من الأسئلة. فهل يمكن أن نفهم زيارة برزاني إلى مقر المخابرات في سياق ما جرى من توترات في الآونة الأخيرة بشأن التواجد التركي في شمال العراق وبالذات في الموصل ورد رئيس العراق العبادي على هذا بالتهديد واستخدام القوة العسكرية للجيش العراقي إن لزم الأمر؟

لقد طرحت التدخلات الأخيرة في العراق والموصل بالذات الكثير من الأسئلة المشابهة لما يُطرح بشأن التدخل الروسي في سوريا. أفلم يكن من الأجدر على الرئيس العراقي العبادي بأن يكون ممتنا وشاكرا للجهود التركية الساعية لتدريب البشمركة في بعشيقة لمواجهة داعش التي فر منها الجيش العراقي متوليا ورافعا علمه الأبيض عندما هاجم تنظيم داعش الموصل قبل عام؟

في السابق كانت الحكومة قد طلبت المساعدة من برزاني عندما هاجم داعش الموصل، فهل تخلت الحكومة عن طلبها الآن وقد أصبحت المدينة تحت سيطرة داعش؟ لماذا لا يوجد تواجد أمريكي في تدريبات بعشيقة على غرار جهودها السابقة في أحداث عين العرب كوباني وتسليحها ودعمها بالمشاركة مع إسرائيل للبشمركة؟ سؤال آخر يدور حول مصلحة تركيا من تدريب البشمركة لعناصر حزب العمال الكردستاني في سوريا إثر أحداث عين العرب كوباني في مواجهة داعش.

كنت قد كتبت أيضا عما قاله أمين عام حزب كردستان الديمقراطي "لقد أصبحت كركوك مدينة كردية ولن يستطيع أحد انتزاعها منا ولو كان تركيا"، قال كلامه هذا رغم كون كركوك رمزا للتركمان في العراق فهي مدينة ذات أغلبية تركمانية، فكركوك ومدينة الموصل مهمتان جدا لتركيا. ونضيف أيضا ما ادعته البشمركة من أن التركمان لا يساعدون في الحرب على داعش؛ ما دعا برزاني إلى قوله إنه لن يشملهم في عملياته. ويأتي السؤال هنا: لماذا لا تزال التحركات في بعشيقة تلائم برزاني رغم كل ردود فعل الحكومة العراقية؟

في حديث نائب حزب الشعب الجمهوري اوزترك يلماز عن القنصل العام المختطف السابق لدى داعش مع 47 آخرين لـ101 يوم، قال: "إذا تم تحرير الموصل من داعش نكون قد قطعنا شريانا أساسيا من شرايين هذا التنظيم، لكن السؤال هنا: "بعد هذا التحرير إلى من ستنضم الموصل؟ إذا كان الحال مثل ما حصل مع سنجار التي أصبحت تحت سيطرة الأكراد، ألا يصب الأمر في اتجاه مشاركتنا في تأسيس دولة كردية كبيرة في العراق وسوريا بالمناطق التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني؟"، كان هذا التعليق صادقا ودقيقا، ولهذا فإن علينا أن نكون أكثر حذرا وحرصا في سياساتنا الخارجية.

عن الكاتب

غونغور منغي

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس