جلال سلمي - خاص ترك برس

اليوم وبعد مضي 13 عامًا على تأسيس حزب العدالة والتنمية وحكمه للبلاد أصبحت معادلة القوميين الأتراك والأكراد متغيرة ومختلفة، إذ حصل الطرفان على نسبة انتخابية مكنتهم من دخول البرلمان، يبدو أن حزب العدالة والتنمية اليوم على مقربة أكثر من القوميين الأتراك وفي الوقت نفسه على خط فاصل بعيد من القوميين الأكراد وهنا يبدأ طرح اختبار القوميين الأكراد مع حزب العدالة والتنمية.

حسب الوثيقة التأسيسية لحزب العدالة والتنمية؛ يُعد حزب العدالة والتنمية حزبًا محافظًا ديمقراطيًا مركزيًا حاضنًا لجميع الأطياف والسياسات دون أي فرق أو تمييز. ويبين الباحث في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" برهان الدين دوران، في دراسة له بعنوان "القوميين الأكراد وحزب العدالة والتنمية" نُشرت على الصفحة الرسمية لسيتا بتاريخ 5 أيلول/ سبتمبر 2015، أنه "بعد إعلان تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2002 على أنه حزب حاضن لجميع أطياف وفئات وطبقات المجتمع بلا استثناء تلقى القوميين الأكراد والأتراك معًا ضربة قاسية موجعة إذ انجذب الكثير من المواطنين في تركيا إلى الحضن الجامع وخلفوا ورائهم الأحزاب القومية والقوميين الأكراد والأتراك وأفكارهم المفرقة للشعب لسنوات طويلة".

ويضيف دوران في دراسته أن "الوضع تغير نسبيًا في وضعية القوميين الأتراك والأكراد مقابل حزب العدالة والتنمية بعد قيام العديد من وسائل الإعلام التركية بالوقوف بجانب حزب الشعوب الديمقراطي بشكل واضح، الأمر الذي جعل القوميين الأتراك يشعرون بالخوف من فوز حزب الشعوب الديمقراطي وبالتالي حصول الأكراد على المزيد من الحقوق، وكما عملت هذه الوسائل على جعل الأكراد تحت عامل نفسي يؤكد إمكانية حصولهم على المزيد من الحقوق إذا قاموا بانتخاب حزب الشعوب الديمقراطي وإن لم ينتخبوه فإن حقوقهم وإمكانية تمثيلهم في المجلس يمكن أن تضيع لا سيما بعد اتحاد الأحزاب الكردية والمستقلين تحت اسم حزب الشعوب الديمقراطي وتيقن الأكراد بعد هذه الخطوة بأنهم يمكن ألا يمثلوا في المجلس إذ لم يقوموا بانتخاب حزب الشعوب الديمقراطي وتخلوا عن انتخاب حزب العدالة والتنمية الذي كسب الاختبار ضد القوميين الأكراد على مدار 3 دورات انتخابية ولكن في الدورة الأخيرة استطاع القوميون الأكراد كسب الاختبار ضد حزب العدالة والتنمية".

ولكن يُشير دوران إلى أن "القوميين الأتراك أصبح معدلهم البرلماني ثابتًا، ولكن القوميين الأكراد ممثلين بحزب الشعوب الديمقراطي الذي استطاع تخطي السقف الانتخابي بانتخابات 7 حزيران/ يونيو يمكن أن يخسر اختباره القادم في انتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد قيام حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" بإضاعة أكثر من فرصة سياسية كان يمكن أن يستغلها حزب الشعوب الديمقراطي لصالحه ويحصل على المزيد من الأصوات في أي انتخابات قادمة".

ولكن حسب ادعاءات دوران؛ أظهرت الحرب الجديدة التي بدأها حزب العمال الكردستاني مدى ركاكة حزب الشعوب الديمقراطي ومدى ركاكة أهدافه ومبادئه السياسية التي لا يمكن له تنفيذها إلا من خلال تلقي الأوامر النهائية من جبل قنديل المعقل الأساسي لحزب العمال الكردستاني، بداية الحرب من جديد ستُخسر القوميين الأكراد المُمثلين بحزب الشعوب الديمقراطي السباق الانتخابي القادم وذلك لأنه يبدو الكثير من الأكراد، حتى القوميين منهم، أصبحوا مقتنعين بأن حزب الشعوب الديمقراطي لا يستطيع تحقيق حقوقهم سياسيًا لأنه تابع لحزب العمال الكردستاني بشكل مباشر.

ويفيد دوارن بأن "اقتناع المواطنين الأكراد بهذه الفكرة ستجعلهم يتجهون لإعادة التفكير في انتخاب حزب العدالة والتنمية الذي احتضنهم وأعطاهم العديد من الحقوق من جديد، بعد بدء الحرب العنيف في شرق وجنوب شرق الأناضول عاد البؤس والحزن إلى المواطنين في تلك المناطق من جديد وأصبح المواطنين هناك يدركون بأنه لا حل لذلك البؤس إلا من خلال انتخاب حزب العدالة والتنمية من جديد ليعيد لهم الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي من جديد بعد أن كانوا قد نعموا به لمدة 13 عام".

وفي نهاية دراسته يبين دوران بأن "اختبار القوميين الأكراد مع حزب العدالة والتنمية في المرحلة القادمة سيكون عسير ويبدو بأن الخسارة ستكون حليفهم بعد حالة الاقتتال العنيفة التي أصابت منطقة شرق وجنوب شرق الأناضول".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!