بكر هزار - صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

في حديثي البارحة مع صديقي الكردي وهو رجل اعمال، قال لي مقولة شعبية كردية مثيرة يصف فيها حال الوضع في تركيا: "الكل اعداء لطائر الحجل، وطائر الحجل عدو نفسه" وشرح من بين طيات ذلك المثل حال معاناة كل الأكراد في المنطقة من جراء متاجرة القوى العالمية بهم. فمن أجل المصالح الأوروبية يُقتل الاكراد ويصنعون لأنفسهم اعداء من وراء ذلك، وقال في ذلك "يظهرون وكأنهم أصدقاء، ثم يضعون في أيديهم السلاح؛ ويلقوهم في المعارك، ليجنوا من بعدها الثمار". ثم تكلم عن المؤامرة التي اُحيكت على الاكراد عندما تقدم تنظيم داعش الى كوباني؛ ليخلق ازمة هدفها إعادة احياء العداوة ين الاكراد وتركيا. لقد كانت محادثة جميلة علمت فيها ان طائر الحجل له قدره ومكانته في مناطق جنوب شرق تركيا.

من اجل صيد طائر الحجل تحتاج الى طائر حجل اخر، فبعد الصعود الى الجبل؛ تقوم بتثبيت طائر الحجل؛ الذي بدوره يبدأ بالغناء؛ فيجمع بذلك طيور الحجل الاخر؛ وبعد اجتماعهم تبدأ الطيور بالشجار فيما بينها؛ لأنها لا تريد غريب بين ظهرانيهم، وبينما هم يتشاجرون تقوم الفخاخ المحضرة سابقا باصطياد فرائسها. والغريب في القصة هو مدا الشبه الكبير بين صيد الحجل وما يحدث في جنوب شرق تركيا بين الترك والكرد والعرب والاز، فكل من يدفع هذه البلاد الى تفرقات عرقية وعنصرية يمثل بذلك دور من يدفع الى تلك الفخاخ المجهزة مسبقا!

ومثل ذلك حزب العمال الكردستاني من يحمل بين يديه الحرب والدماء والموت، ومعه في ذلك ذراعه السياسي حزب الشعوب الديمقراطية، فمن أوروبا بألمانيا التقى بداعمي الإرهاب واستلم منهم الانجيل وقال لهم بان الأتراك "هزموا"، وتتفطر قلوبها حزنا على أولئك العملاء الألمان في مخيمات حزب العمال الكردستاني، ثم يعودون من بعدها الى تركيا ليعلنوا عن انتهاء فترة الهدنة ويحملون من بعدها حمامة السلام باسم الأطفال ويقولون "والله اننا لمحزنون لتلك الهجمات على الجبل" بدول خجل او وجل! ان الذين يقولون بأنهم "انتصروا" في برلين وعند عودتهم يقولون "كلنا اخوة" هم من وقع بفخ طائر الحجل، وهم من يزرع بذور الفتنة بينهم وبين الاتراك، ويزيدون على ذلك ليهددوا بعصى الانفصال!

بقولهم في المانيا بأنهم "انتصروا" يمزقون كل "رسالات السلام" شر ممزق، وفي هذا السياق خرج علينا ما صرح به رئيس بلدية جيزري لمراسل فويس نيوز مورداتش حيث قال " أستطيع القول بأنهم يدفعوننا الى اشعال حرب في تركيا، وإذا حصلت الحرب فان بدايتها ستكون من جيزري"، هو نفسه من يخرج في وسائل اعلامنا ليمدح حزب الشعوب الديمقراطية ويغني بترانيم حمام السلام! فبعد ان انتشرت في صفحة فويس انيوز، خرجت الرسالة من جيزري الى كل العالم " تركيا تدخل في حربها الداخلية، فمرحبا بالأكراد في المقاومة المركزية". لقد وقعوا في الفخ، فبدل ان يتوحد الاتراك والاكراد ويجنّبوا الشرق الأوسط هدر الدماء والأموال، كان لا بد من شراء الذمم ونشر الفوضى والفتنة، فكان النداء من المانيا، والاستجابة في جيزري. وزكى حزب العمال الكردستاني نفسه وشارك بقوة في صيد طائر الحجل، وكان اخر شراراته لإشعال الأمور ما حدث في داغليجا، فبعد 30 عام من ضبط النفس والجهود عالية المستوى لحفظ الازمة في إطار تركيا، سمعنا البارحة ذلك الخبر المؤلم من اغيدر، فقد تكللت جهود مخابرات أوروبا وإسرائيل بالنجاح في تدريبها للإرهابيين الخون الذين قاموا بإعداد الكمائن لجنودنا البواسل.

فبعد اليوم بتنا نعلم من اين يأتي كل هذا الإرهاب؛ فمهما قال القائلون، ومهما فعل الفاعلون، ومهما كانت المظالم، فان تركيا لن تعود الى تركيا القديمة. فمهما تحايل الاعلام وقلب الحقائق ليكسب بعض الصوات فان القتلة والإرهابيين خاسرون لا محالة.

لان الشهيد لا يموت!

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس