ترك برس

أفاد نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ووزير الخارجية السابق "مولود جاويش أوغلو" أنّ نزوح اللاجئين السوريين وتراكمهم على المناطق الحدودية لتركيا مع الدّول الأوروبية، أمر غير طبيعي وأنّ الجهات التركية المعنية بالأمر سواء وزارة الداخلية أو قوى الأمن تقوم بعمليات التدقيق والتمحيص بخصوص ما إذا كان هؤلاء اللاجئين قد استوفوا شروط العبور إلى الأراضي الأوروبية.

وجاءت تصريحات جاويش أوغلو خلال لقائه مع الصحفيين أمام مقر حزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، حيث ندّد خلالها بمواقف الدّول الأوروبية حيال اللاجئين السوريين والعراقيين.

وفي هذا الصّدد قال جاويش أوغلو: "لقد قمنا خلال السنوات الخمسة الماضية بتقديم كافّة أنواع الدّعم لإخوتنا السوريين والعراقيين وما زلنا نتابع نفس النهج في احتضانهم ومساعدتهم. إلّا أنّ الدّول الأوروبية ومنذ بدء موجة النزوح من الأراضي السورية والعراقية لم تُلقي أي بال على أوضاع اللاجئين ولم تلتفت إلى المعاناة التي يعانونها. فكلّنا رأينا جثة الطفل السوري إيلان الكردي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وعقب هذا المشهد المروّع بدأ بعض الدّول الأوروبية بالانتباه على المأساة التي يعاني منها النازحين السوريين والعراقيين. فهل كان على الدّول الأوروبية أنّ ترى مثل هذا المشهد كي تستيقظ من ثباتها؟".

وفيما يخصّ أسباب نزوح السوريين إلى القارة الأوروبية أوضح جاويش أوغلو أنّ غاية هؤلاء اللاجئين هي تحسين أوضاعهم المعيشية وتأمين سبل التعليم لأطفالهم، حيث قال في هذا السياق: "إنّ الحكومة التركية وبالتنسيق مع الجامعات، قامت باحتضان ما يزيد على 150 ألف طالب سوري، غير أنّ هناك ما يقارب 350 ألف طالب ما زالوا خارج الجامعات، وذلك بسبب نفاذ المقاعد الدراسية في الجامعات التركية. ولهذا السبب وغيره من الأسباب يقوم هؤلاء اللاجئون بالمغامرة والدخول في الأمواج المتلاطمة للوصول إلى القارة الأوروبية وتأمين الظروف الملائمة لأبنائهم من أجل إتمام دراستهم".

وفيما يخصّ الصراع مع التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الشرق الأوسط، أكّد جاويش أوغلو أنّ الامتناع عن محاربة التنظيمات الإرهابية عند أول ظهورها، يؤدّي إلى اتساع رقعة الأراضي التي يسيطر عليها هذه التنظيمات وإنّ التقصير في محاولة القضاء على هذه المجموعات تمنحهم الفرصة للوصول إلى أراضي الدّول التي غضّت الطرف عنهم.

وأشار في هذا السياق إلى أنّ تنظيم الدّولة (داعش) بدأ يطهر في كل أنحاء العالم، وأنّ نزوح السوريين نحو الأراضي الأوروبية يأتي نتيجة تهاون الدّول الأوروبية في القضاء على هذا التنظيم الذي تسبب إلى جانب قوات الأسد في تهجير الألاف من ديارهم.

الجدير بالذكر أنّ آلاف السوريين احتشدوا اليوم في محطّة الحافلات بمدينة إسطنبول للمغادرة إلى ولاية أدرنة من أجل العبور إلى الأراضي اليونانية.   

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!