خاص ترك برس

يقع الجامع القبلي جنوب المسجد الأقصى، وقد خضع هذا الموقع لعدة تغييرات معمارية وتاريخية. كان أول من أنشأه جامعًا من خشب وجريد في هذا الموقع الصحابي أمير المؤمنين عُمر بن الخطّاب سنة 638م، وجعل هذا المبنى في صدر المسجد، ثمّ جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وأنشأ في نفس المكان بناءًا جديدًا في عام 709م، وأتم البناء ابنه الوليد في عام 714م.

الصورة من مجموعة السلطان عبد الحميد الثاني

كان الجامع القبلي مكونًا من 15 رواقًا ثم أصابته زلازل عديدة أدت إلى تقليص المبنى إلى 7 أروقة في زمن المأمون وبقي الجامع يحافظ على شكله هذا حتى اليوم مع بعض الترميمات التي جرت عليه، كما تظهر في الصورة البائكة الجنوبية، والتي تقع بين الجامع القبلي وقبة الصخرة، وتعود في أصلها إلى الفترة الأموية، وقد جدّدت في الفترة العباسية ثم الفاطمية، ثم جدّدها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني سنة 1893م ثم رمّمت من جديد من قبل لجنة إعادة إعمار المسجد الأقصى سنة 1982م، وللبائكة درج حجري عريض مكون من 20 درجة مؤلفة من أربعة عقود، عرضها 14,40 متر وارتفاعها 6,50  متر وحاليًا لا نشاهد عليها أية نقوض سوى الساعة الشمسية.

تبلغ مساحة الجامع القبلي 4400 متر مربع، حيث يبلغ طوله 80 مترا وعرضه 55  مترًا، وتبلغ المسافة بين أرض الجامع وأعلى نقطة في القبّة من الداخل نحو 17,70 مترًا، ويمتد الجامع من القبلة إلى الشمال في سبعة أروقة مقامة على 53 عمودًا من الرّخام و49 سارية من الحجارة مربّعة الشكل، وهذه الأروقة هي 3 من الشرق و3 من الغرب ورواق أوسط واحد هو أوسعها وأعلاها، سقفه من الخشب، رُكِّب بشكل أفقي تعلوه جملونة، وينتهي بقبّة رائعة مصنوعة من الخشب، وقد رُمِّمت أخيرًا في عام 1994 بصفائح من الرّصاص من قبل لجنة الإعمار.

تتكون القبة من قشرتين، الأولى من الداخل وهي من الخشب ومزيّنة بالنّصوص الذّهبية والنّقوش والرّسومات والثانية اسمنتية مغطّاة بصفائح الرّصاص. وفي الداخل نشاهد فوق رقبة القبّة وتحت الشبابيك نقشًا جاء فيه "بسم الله الرحمن الرحيم، جدّد ترميم هذه القبّة الشريفة مولانا سلطان البرّين وخاقان البحرين وخادم الحرمين الشريفين وهذا المسجد الأقصى أولى القبلتين المجاهد في سبيل الله تعلى المحفوف بعناية الملك المعبود مولانا السّلطان محمود خان بن السلطان عبد الحميد خان... وذلك سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف..." وأطلق على قبّة الجامع الأقصى قبّة النسر.


* المصدر: "القدس من خلال الصور في الماضي والحاضر" لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول (أرسيكا)

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!