ترك برس

حدثت العديد من النقاشات والادعاءات في الفترة الأخيرة حول إمكانية وجود خلافات حادة بين قيادات حزب العدالة والتنمية وخاصة بين عبدالله غُل، نائب زعيم الحزب الأول ورئيس وزراء حكومة حزب العدالة والتنمية الأولى، ورجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الحالي.

يُعتبر عبدالله غُل أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الأساسيين فهو الزعيم الأول للحزب وتولى رئاسة وزراء أول حكومة تؤسس بواسطة حزب العدالة والتنمية عام 2002 وكما تولى رئاسة جمهورية تركيا عام 2007 ولكن بعد انتهاء فترة رئاسته الانتخابية عام 2014 تجرد من جميع المناصب والمقامات وفي حين كان يُتوقع توليه منصب مرموق مثل زعامة حزب العدالة والتنمية أو حتى نائب الزعيم إلا أنه تم تجريده من جميع المناصب ولم يُدعى إلى أكثر من مناسبة رسمية خاصة بالحزب وانتقد سياسة الحزب الخارجية بشكل واضح الأمر الذي أشعل الصحف ومواقع الأخبار التي وجدت الفرصة سانحة للادعاء بوجود خلاف حاد بين قادة الحزب.

ولكن لم يقم أي مسؤول رفيع في حزب العدالة والتنمية بالحديث من خلال تصريح رسمي حول هذا الخلاف وانتظر الجميع أي لقاء صحفي لعبد الله غُل ليفصح بنفسه عن أي خلاف فعلي موجود بينه وبين قادة حزب العدالة والتنمية وخاصة رجب طيب أردوغان.

حدث اللقاء التلفزيوني لعبد الله غُل يوم الخميس الماضي الموافق 17 أيلول/ سبتمبر 2015 على قناة "أن تي في" التركية، وحضر اللقاء 3 صحفيين مميزين أتراك كان من ضمنهم الصحفية عائشة بوهورلار التي أشارت، في مقال لها بعنوان "لقاؤنا المباشر مع عبدالله غُل" نُشرت في جريدة يني شفق بتاريخ 19 أيلول/ سبتمبر 2015، إلى بعض الانطباعات التي حصلت عليها خلال اللقاء الصحفي مع الرئيس التركي الأسبق عبد الله غُل.

تبدأ بوهورلار بالإفصاح عن انطباعاتها بالقول "عبد الله غُل ليس مثل كل شخص سياسي يرغب دومًا بالظهور بشكل كبير ومتجدد على الساحة السياسية والإعلامية بل هو شخص سياسي "حكيم" يريد وضع نفسه في وضعية مختلفة عن النظرة العامة للسياسيين في تركيا وأيضًا لا يريد الدخول إلى الخلافات السياسية مهما كان نوعها ومستعد للتضحية بموقعه وتاريخه السياسي لتجنيب نفسه أي خلاف سياسي مع أي طرف آخر".

وترى بوهورلار أن "عبدالله غُل من خلال أجوبته على الأسئلة المطروحة وحديثه الحكيم أظهر أن هدفه ليس مجرد موقع أو منصب بل هدفه أسما من ذلك بكثير حيث أكد أنه يريد أن يكون له دور كبير في حل مشاكل تركيا بشكل أشمل وأوسع من المنصب ومن خلال تدخلات سياسية متنوعة من خلال التعاون مع أكثر من جهة سياسية دون أي مبادئ أو شروط سابقة، وكرجل مارس مهمة رئاسة الجمهورية في تركيا لمدة 7 أعوام فقد أصبح رجلًا موضوعيًا يقترب من جميع المسائل السياسية بشكل موضوعي بعيدًا عن الانتماءات والأفكار السياسية التي يراها أحد المواد الفعالة جدًا في القضاء على موضوعية الإنسان".

وتؤكد بوهورلار أن "عبدالله غُل أكد أنه لن يحاول أبدًا أن يكون سببًا في انقسام حزب العدالة التنمية داخليًا أو خارجيًا وأنه سيكون دومًا كأي عضو عادي في حزب العدالة والتنمية وسيفعل ما يتوجب عليه فعله دون التطلع إلى تاريخه على أنه كان زعيم الحزب أو رئيس الجمهورية بل سيعمل كعضو عادي في حزب العدالة والتنمية".

وحسب بوهورلار حافظ غُل على شخصيته الرئاسية لتركيا في اللقاء من خلال تحذيره "من اتهام جميع المواطنين الأكراد بأنهم إرهابيون بل هم مواطنون من بني جلدتنا وحزب العمال الكردستاني لا يُمثل إلا نفسه".

ومن خلال انطباعنا الشخصي للقاء التلفازي على الصعيد الخارجي أعرب عبد الله غُل "عن استغرابه الشديد من عدم توحد الدول العربية وتساءل ماذا تنتظر هذه الدول؟ سيأتي اليوم الذي تصلهم به النار، إنه لأمر غريب جدًا يثير غرابتي الشخصية، لتعلم المملكة العربية السعودية وجميع دول الخليج القوية أنهم ليسوا بخير بل هم في خطر كبير وإن لم يتحركوا من أجل سوريا والعراق وجميع الدول العربية الأخرى فإن النار ستصلهم لا محالة".

وتحفّظ غُل عن الإجابة على السؤال الذي طرحه أحد الصحافيين بما يخص إعادة العلاقات التركية السورية موضحًا أنه لا يملك الصلاحية للتحدث عن هذا الأمر ولكن أوضح أنه "يبدو بأنه حان الوقت لتغيير تركيا للنهج الذي تتبعه في السياسية الخارجية".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!