ترك برس

"صقلّي محمد باشا" (Sokullu Mehmet Paşa) هو من أشهر رجال الدولة في العهد العثماني، وتعود أصوله إلى البوسنة. تولّى منصب الصدر الأعظم - وهو أعلى منصب تحت السلطان في الدولة العثمانية - لمدة 14 سنة، وخدم لدى ثلاث سلاطين؛ السلطان سليمان الاول، والسلطان سليم الثاني ومراد الثالث. كما تولى منصب قائد البحرية العثمانية (كابتان دريا) في عصر السطان سليمان الأول.

وُلِد باشا في عام 912 في سراييفو، وكانت عائلته صربية مسيحية، ودخل في خدمة الدولة العثمانية عن طريق نظام الدوشيرمة، والذي من خلاله يُؤخذ أولاد السكّان من المسيحيين من أسرهم في سن مبكّر من الطفولة ويُربون في معسكرات خاصة بهم، ويتعلمون هناك اللغة، والعادات والتقاليد التركية، وحب الشهادة والدين الإسلامي.

وبفضل ابتكارات باشا وشخصيته ومشاريعه فهو يعتبر واحدا من أقوى الصدور العظام في تاريخ الدولة العثمانية. حيث يُعد من أطول الصدور العظام خدمة في تاريخ الدولة. وقد كرّس باشا قوته، وهيبته لحماية الدولة وخاصة السلاطين والفرق الانكشارية.

وكانت له مشاريع كبيرة مثل فتح قناة السويس، وقناة العبور البحرية العثمانية في بحر قزوين إلى جانب إنشاء البوسفور البديل عن البحر الأسود عبر نهر ساكاريا ومضيق إزميت.

وأصيب باشا بطعنة في قلبه نتيجة مؤامرات ضده في عهد السلطان مراد بعام 1579، وبعد فترة توفي ودُفِن في مقبرة بمنطقة أيوب سلطان. وكانت وفاة باشا بداية عصر جديد سمي بـ"مرحلة الركود" (duraklama dönemi).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!