ترك برس

أوضح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" انه من الخطأ تفسير القضية السورية على أنه قضية محلية وإنّ القضية السورية باتت قضية تشغل كل العالم، حيث جاءت تصريحاته هذه أثناء مشاركته في برنامج تلفزيوني بثّ على قناة الجزيرة القطرية مساء اليوم.

وأشار أردوغان خلال حديثه إلى أنه تقدّم بطلب تشكيل لجنة مكوّنة من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا لحلّ الأزمة السورية، منوّهاً في الوقت ذاته على استحالة القضية العالقة مع استمرار الأسد في السلطة.

وتعليقاً على الغارات الروسية ضد مواقع السورية، انتقد أردوغان هذه الغارات وشكك بأن تكون الضربات الروسية ضدّ قواعد تنظيم داعش، حيث قال في هذا الصّدد: "الضربات الروسية استهدفت المعارضة السورية التي تحارب الأسد ولم تستهدف الطائرات الروسية مواقع تنظيم داعش".

وحول الموقف التركي حيال النظام السوري الذي يترأسه بشار الأسد، قال أردوغان أنّ موقف بلاده لم تتغير وأنّ على النظام السوري الرحيل كي يتمكّن المجتمع الدّولي من القضاء على التنظيمات الإرهابية الناشطة في هذا البلد.

وفيما يخص المناطق العازلة أكّد الرئيس أردوغان أنّ العالم الغربي لم يكن جاداً في إقامة مثل هذه المناطق، إلّا أنّ أزمة اللاجئين غيّرت مواقف بعض الدّول الغربية لا سيما فرنسا، حيث أنّ إقامة مثل هذه المناطق ستساهم في حلّ أزمة التدفق الكبير إلى القارة الأوروبية.

كما أشار إلى وجود إلتباس حول موضوع إقامة المناطق الآمنة، مشيراً إلى أنّ القيادة التركية كانت تصرّ على إقامة هذه المناطق منذ ثلاثة سنوات، وأنّ إقامة مثل هذه المناطق ستكون ضمن أجندته خلال جولته الأوروبية خلال الأسبوع القادم.

وردّاً على سؤال حول الاتهامات التي توجهها بعض الدّول الأوربية، بوقوف القيادة التركية وراء تدفق موجة النزوح إلى القارة الأوروبية، استنكر أردوغان هذه المزاعم وأكّد بأنّ خفر السواحل التركية قامت بمنع أعداد كبيرة من اللاجئين الذين حاولوا الوصول إلى الأراضي الأوروبية من خلال السواحل التركية بالإضافة إلى إنقاذ الآلاف منهم.

وفي هذا الصّدد انتقد أردوغان سياسات الدّول الغربية حيال التعامل مع اللاجئين السوريين قائلاً: "إنّ الدّول الغربية تدّعي أنها ترعى حقوق الانسان لكن هذه الدّول لا تفعل شيء عندما تواجه الأزمة".

كما تطرّق أردوغان خلال لقائه إلى الأزمة الفلسطينية، حيث شكك بمصداقية الحكومة الإسرائيلية، حيث انتقد صمت المجتمع الدّولي حيال الانتهاكات المتكررة على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني.

وأضاف أردوغان أنّ قضية الاعتداءات المتكررة على الحرم الشريف في فلسطين، ليست محصورة بالفلسطينيين، إنما هي قضية تهمّ كافة العالم الإسلامي وعلى العالم الإسلامي التصرف بحس المسؤولية عن الدفاع عن الأقصى.

وتعهّد أردوغان في هذا السياق بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات المشتركة للعالم الإسلامي، مشيراً في هذا الصّدد إلى التنسيق مع عدد من الدّول العربية بخصوص الدّفاع عن الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية الموجودة في القدس.

وحول إعادة العلاقات بين تركيا والحكومة الإسرائيلية، أوضح أردوغان أنّ العلاقات لن تعود إلى سابق عهدها قبل تنفيذ الحكومة الإسرائيلية لشروط الحكومة التركية التي اشترطتها عقب حادثة "مافي مرمرا" التي قتل فيها 9 مواطنين أتراك.

وانتقد في هذا السياق موقف الحكومة المصرية، حيث قال: "لقد تخلّت الحكومة الانقلابية في مصر عن أشقائهم الفلسطينيين وأغلوا المعابر في وجههم وهذا تصرّف لا يليق بالقيم الإنسانية".

وردّا على سؤال حول العلاقات التركية المصرية، أوضح أردوغان أنه لن يقوم بتطبيع العلاقات مع الحكومة المصرية ما دام السيسي يقوم بظلم الشعب المصري وعلى رأسهم الرئيس المشروع "محمد مرسي"، مبيّناً في هذا السياق أنّه يرفض الادعاءات الصادرة بحق الرئيس مرسي.

كما انتقد موقف الدّول الأوروبية حيال صمتهم تجاه قرارات الإعدام الصادرة بحق مرسي وعدد كبير من زملائه، حيث قال في هذا الصّدد: "إن كنتم جادّون في الحفاظ على حقوق الانسان، فلماذا التزمتم الصمت حيال القرارات الظالمة التي صدرت في مصر بحق الرئيس المشروع والقيادة الشرعية".

وفيما يخص الشأن الداخلي والحملة العسكرية التي تشنها القوات التركية ضدّ مواقع تنظيم حزب العمال الكردستاني، أفاد أردوغان أنّ تركيا لديها الحق في الدّفاع عن وحدة أراضيها ضدّ التنظيمات التي تهدّد أمن وسلامة حدودها.

وفي هذا السياق انتقد أردوغان تصريحات رئيس حزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين ديميرطاش" المساند لما يقوم به التنظيم من اعتداءات على المدنيين والجنود الأتراك، حيث اتهم الأخير بمحاولة الانفصال عن الدّولة التركية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!