غونري جيوا أوغلو - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

أود أن أبدأ تحليلي للتشكيلة الوزارية الجديدة من وزارة الشؤون الأوروبية. أعتقد أن اختيار اسم "فولكان بوزكير" لهذا المنصب كان اختيارا صائبا جدا.

لقد تعرفت على السيد فولكان بوزكير عندما كان يشغل منصب مستشار الشؤون الخارجية للرئيس الراحل "تورغوت أوزال" وكان يقال عنه آنذاك أنه ولد من أجل الدبلوماسية الخارجية.

إلى جانب مخزونه الفكري، فهو يتحلى بعدة صفات منها القدرة على إقناع الطرف الآخر، والمصداقية، ولباقة الأسلوب في الحديث والذكاء. وبتجمع هذه الصفات في شخص فولكان بوزكير، فإن القوة الناعمة تظهر جليا في شخصه. وبالطبع لاننسى أناقته وحسن مظهره الخارجي. ويمكنني أن أقول إن بوزكير، باستخدامه اللغة المشتركة سيحرز تقدما واضحا في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.

وفيما يخص ملف عضوية تركيا التامة في الاتحاد الأوروبي، فهناك عدة عواقب قد لا تخفى على أحد. لكن استلام السيد بوزكير لوزارة الشؤون الأوروبية يبعث الأمل في إحراز بعض من  التقدم على صعيد المفاوضات وإزالة بعض العواقب التي تعيق سير هذه المفاوضات، لا سيما أنه كان يشغل منصب المستشار في الحكومة السابقة

_______________

نعمان كورتولموش

لقد عين السيد نعمان كورتولموش مساعدا لرئيس الوزراء لشؤون المغتربين والشؤون الدينية. ولربما توكل إليه مهام إدارة بعض المؤسسات الأخرى.

أعتقد أن كورتولموش، إلى جانب هذه المهمة الموكلة إليه، سيكون قريبا من الشؤون الاقتصادية أيضا. لأنه بروفسور في مجال الاقتصاد.

 وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن حزب العدالة والتنمية سيحتفظ بالسلطة في الانتخابات المقبلة التي ستجري عام 2015، فإن السيد "علي باباجان" مساعد رئيس الوزراء الحالي للشؤون الاقتصادية، لن يستطيع أن يستمر في هذه المهمة، بسبب بعض بنود النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية الذي ينص على أن كل نائب لا يحق له الترشح للانتخابات البرلمانية للمرة الرابعة على التوالي.

كورتولموش لديه أيضا عمق استراتيجي في مجال الاقتصاد. كما لداوود أوغلو عمق استراتيجي في مجال السياسة.

______________

إن استمرار "علي باباجان" في مهامته القيادية للاقتصاد، بعث الطمأنينة في نفوس الاقتصاديين سواء في الداخل التركي أو في الخارج. لأن علي باباجان رجل هذه المهمة بكل ما تعنيه الكلمة.

فهو إنسان جاد في عمله، لا يهمه تلميع صورته السياسية كما لا يقيم وزنا للشهرة أو الدعاية. إنه يعمل بجدية تامة ويحصل على النتائج المرجوة.

على الرغم من بعض الاختلافات في الرأي مع رئيس الوزراء، إلا أن باباجان أصبح بمثابة رجل الاقتصاد الذي لا يستغني عنه الحزب، وذلك لكثرة نجاحاته وعدم وجود أطماع سياسية لديه.

في الحقيقة لقد سمعت مؤخرا أنه يعتزم اعتزال الحياة السياسية، لكنّني لا أظن أبدا أن الأوساط السياسية ستتخلى عنه وعن خبراته الاقتصادية بهذه البساطة.

______________

أما بالنسبة لوزارة الخارجية، فقد كان اختيار السيد "مولود تشاويش أوغلو" لهذا المنصب غاية في الدقة. فقد استطاع أن يشغل مناصب رفيعة في مجلس الاتحاد الأوروبي عندما كان وزيرا للشؤون الأوروبية. لكن أولويات السياسة التركية على الصعيد الخارجي في الوقت الراهن تتجلى في الشرق الاوسط وأمريكا. أما أوروبا فتأتي في الدرجة الثانية حاليا.

ومن حسن حظ تشاويش أوغلو أنه سيُسيّر أمور الخارجية وخاصة المتعلقة بالشرق الاوسط مع رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وكلاهما لديهما الخبرة الكافية في هذه القضية.

وإذا ما أضفنا خبراته الشخصية إلى جانب المساعدات التي سيتلقاها من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، فإنني أعتقد أنه لن يجد صعوبة في تصريف أعمال الخارجية.

_________________

"يالجين أقدوغان" الذي أصبح مساعد رئيس الوزراء. استلم مهمة تسيير المصالحة الوطنية من بشير أتالاي. وإذا ما تم تنفيذ بنود خارطة الطريق المعلن عنها فيما يخص قضية المصالة وتم نزع سلاح "البي كي كي" حتى العام 2015، فإن اسم يالجين أقدوغان سيذكر أيضا في هذا التحول التاريخي لتركيا.

لقد كنت اقرأ كتاباته كل صباح، ومن خلاله كنت أستنتج الخطوات التي ستقدم عليها الحكومة. وواضح من كتاباته أنه يملك مخزونا فكريا وملم بتفاصيل قضية المصالحة الوطنية.

أقدوغان معروف بقربه من أردوغان، ولا بد أنه سيعكس مواقف القصر الرئاسي فيما يخص قضية المصالحة الوطنية.

أخيرا، أتمنى الخير والتوفيق للتشكيلة الوزارية الجديدة.

عن الكاتب

غونري جيوا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس