ديلي صباح - ترك برس

نقلت مجلة داي ويلت اليومية الألمانية يوم الأحد أن عضوة البرلمان في الحزب اليساري الألماني كاترين كونرت قد سربت وثيقة مبوبة إلى مصدر إعلامي قريب من تنظيم حزب العمال الكردستاني المصنف في لائحة الإرهاب من قبل الدولة التركية "بي كي كي". ويعتقد أن تكون هذه الوثيقة عبارة عن رد كتابي من الحكومة الألمانية لكونرت تتضمن معلومات عن طلبها الذي يزعم فيه أن الحكومة التركية قامت بتسليم أسلحة الى مجموعات الثوار الإرهابيين السوريين.

وكشف تحقيق أولي في مكتب المدعي العام في برلين أن وثيقة الحكومة المبوبة قد تم تسريبها سرًا من خلية تمت حمايتها بشكل جيد، ويُقال أنه في سياق التحقيق الذي بدأه مكتب المدعي العام في برلين العام وجد أن وثيقة حكومية سرية تم تسريبها من الخلية المحمية سرا في البرلمان الألماني بوندستاغ. حيث أن الذين كان يسمح لهم بدخول الزنزانة ومشاهدة الوثائق هم فقط المشرعون ومساعدوهم الذين يتم التدقيق معهم وهي ضمن وثائق من غير القانوني نسخها أو جعل محتوياتها معروفة علنًا. ومع ذلك، يعتقد أن الوثيقة قد تم نسخها أو تصويرها.

تبين أن جريدة أوزكو بوليتيكا في آب/ أغسطس عام 2015 كانت لها علاقة وطيدة مع بي كي كي، وقد نشرت الجريدة ايفرنسل صورة للوثيقة المبوبة في مقالتين، وعلى ضوء المقالتين انطلق مكتب المدعي العام في برلين للتحقيق بهذا الحدث، والمشتبه به الأول هي كونرت نفسها.

بالرغم من أن كونرت طلبت في أيار/ مايو 2015 تحقيقًا في الادعاء بأن الحكومة التركية قد أرسلت أسلحة إلى بعض المجموعات في شمال سورية فإنها أنكرت هذه الادعاءات وقالت إنها لم تر هذه الوثيقة وليست لها علاقة بهذا المصدر الإعلامي الذي نشر الوثيقة.

وبالحديث عن الموضوع قال المتحدث باسم مكتب المدعي العام "مارتن ستلنر" إن بوندستاغ أكد على التهم وإن التحقيق ما زال قائمًا، وفي هذه الأثناء علق المتحدث باسم بوندستاغ على القضية قائلًا "فيما يتعلق بالقضية فان رئيس بوندستاغ كان قد طالب بمذكرة تحقيق في شهر آب".

حيث أن الحزب اليساري كان قد أثار الجدل حول التعاون المزعوم مع "بي كي كي"، والأمثلة السابقة تشير إلى التاريخ الطويل بين برلمانيي الحزب اليساري وتنظيم بي كي كي. على سبيل المثال، فقد حضرت المندوبة الألمانية نيكول غوك من الحزب اليساري اجتماع بي كي كي في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 حيث ألقت كلمة أمام راية قائد بي كي كي السجين عبدالله أوجلان وعلم بي كي كي المرفوع، ليبدأ النائب العام في ميونيخ بالتحقيق في الحادثة ويرفع الحصانة عن غوك ويغرمها بألف يورو.

بالإضافة إلى أن أصدقاء برلمانيين في بوندستاغ ظهروا حاملين علم بي كي كي لدعم غوك، فإن البرلمانيين والحزب هم الذين يقع عليهم اللوم وذلك للاعتراف بتنظيم بي كي كي منظمة إرهابية ليس فقط من قبل ألمانيا بل من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو ومنظمات دولية أخرى.

تلقى عضو برلماني آخر في الحزب اليساري يدعى "جان فان آكن" نقدًا حادًا من قبل الكثيرين بعد أن أظهر علم بي كي كي أثناء خطاباته في بوندستاغ، وقد تم تفسير إظهار علم منظمة إرهابية في بوندستاغ يدل على دعم صريح.

وبالحديث مع صحيفة ديلي صباح بشأن القضية، قال الخبير بالشؤون الخارجية في مؤسسة البحوث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية (سيتا) والأكاديمي في جامعة إسطنبول الألمانية التركية أنيس باركلي: "إن الحزب اليساري يشعر بالقرب من حزب بي كي كي بناءًا على الأيديولوجيات المتشابهة".

وصف باركلي إجراءات الحزب وتصريحاته بالواضحة وقال: "إن كل شيء ظاهر بوضوح، ولكن تسريب وثيقة من الحكومة الألمانية تعد جريمة. وهذا يبرهن مدى القرب الذين يعيشونه من بي كي كي، فهم قريبون جدًا لدرجة تسريب وثيقة مبوبة".

وبالسؤال عن الدور الذي يلعبه وضع بي كي كي؛ أجاب باركلي بأن لدى الحزب اليساري عاطفة استثنائية تجاه بي كي كي ولا يجدون أي قلق في إخفائها.

وتعليقًا على أثر دعم بي كي كي على العلاقات التركية الألمانية قال باركلي: "إنها إحدى الأشياء التي تؤثر على العلاقات سلبًا بشكل كبير، وتؤدي إلى تصاعد التوتر والاحتقان الأمر الذي لن يفيد العلاقة بأي شيء".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!