جلال سلمي - خاص ترك برس

"أصبح الإرهاب أحد الوسائل التي  تستخدمها بعض الدول لضرب دول أخرى فاقتها في التقدم السياسي أو الاقتصادي وذلك لأن الانقضاض المباشر بين الدول أصبح من الماضي وتبين بأن مخاسره كبيرة وكثيرة ولكن الإرهاب كلفته أقل ونتائجه أكبر".

لعنت جميع الديانات السماوية والشرائع والأعراف الدولية الأعمال الاجرامية بحق الإنسان بغض النظر عن جنسية أو فئة هذا الإنسان المُستهدف، وخاصة بعد ظهور الجرائم الإرهابية بعد سبعينات القرن الماضي إذ بدأ القطبان المتناحران "الولايات المُتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي" باستهداف مصالح بعضهما البعض عن طريق دعم الجماعات الثورية أو الإرهابية المضادة لكلا الطرفين.

وفي ضوء الفرق بين مصطلح "الجماعات الثورية" و"الجماعات الإرهابية" يوضح الخبير في قضايا الإرهاب نهاد علي أوزجان، في مقال له بعنون "الإرهاب اللعين" نُشرت بتاريخ 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في جريدة ملييت التركية، بأن "الجماعات الإرهابية هي عبارة عن جماعات ذات أهداف سياسية تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف بواسطة استخدام العنف والاجرام وبدون أخذ الأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية بعين الاعتبار هذا وعلى الرغم من توفر وسائل سياسية واجتماعية ديمقراطية"مثل الانتخابات، وسائل الإعلام، منظمات المجتمع المدني..إلخ" يمكن استخدامها من أجل الافصاح عن الحقوق والمطالب السياسية ويمكن وضع حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" ضمن هذه الفئات الإرهابية".

ويضيف أوزجان بأن "الجماعات الثورية؛ هي الجماعات التي تنتفض من أجل الدفاع عن حريتها وحقوقها السياسية والاجتماعية الديمقراطية في وجه حكومة أو نظام دكتاتوري يختزل حقوقهم ويضطهدهم وتستخدم هذه الجماعات خلال انتفاضها أساليب الانتفاض الإنساني التي تستهدف العسكر والجند التابعين للدكتاتور من غير الاضرار بالمدنيين العزل؛ ويمكن عد الجيش السوري الحر والجماعات الثورية في سوريا من ضمن هذه الجماعات".

ويُشير أوزجان بأن "تفجيرات أنقرة الأخيرة التي حدثت بتاريخ 10 أكتوبر الموافق ليوم السبت ماهي إلا هجمات إرهابية لا يمكن تعريفها بغير ذلك، والسبب ذلك بأن الذي قام بها هدفه زعزعة أمن واستقرار تركيا الدولة الديمقراطية وكما قام من يقف وراء هذه  التفجيرات باستهداف مدنيين عُزل مُتظاهرين من أجل السلام المشترك؛ هذه المعايير تجعل من قام بهذه التفجيرات لا يُنعت إلا بصفة الإرهابي".

وتعقيبًا على الانفجار الأخير يبين الباحث السياسي أردال تاناس كاراغول، في مقال سياسي له بعنوان "تركيا ليس المكان المناسب للإرهابيين" نُشرت بتاريخ 12 أكتوبر 2015 على الموقع الرسمي لمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا"،بأن "هذه التفجيرات الإرهابية لن تثني من عزيمة وإرادة تركيا في المضي قدمًا نحو جز جميع البؤر الإرهابية أينما كانت ومهما كان انتماؤها لأن الإرهاب واحد ولا فرق بين إرهاب وإرهاب في اختلاف الأهداف السياسية لأن الألة التفجيرية التي تستهدف المدنيين العُزل تضع منفذيها ضمن فئة الإرهابيين".

ويرى كاراغول بأن هناك العديد من الأسس الأمنية التي يجب على تركيا أخذها بحزم من أجل إيقاف تكرار مثل هذه الهجمات التي تُعتبر استثنائية ولا تجعل من تركيا دولة مشابهة لسوريا أو العراق أو غيرها من الدول التي تُعاني من اقتتال داخل، ومايجعل تركيا دولة غير مشابهة لغيرها من الدول هو قوة جهازها الاستخبارتي والعسكري وترابطهما بشكل وطني وليس حزبي أو طائفي أو مذهبي وهذا يجعل إمكانية اختراق تركيا عن طريق الهجمات الإرهابية أمر صعب وإن حدث مرة يبقى استثنائيًا ولا يتكرر.

ويقترح كاراغول بعض الأسس التي يمكن لتركيا أن تتبعها من أجل القضاء على مثل هذه الهجمات مثل؛

ـ تقوية الحس الوطني لدى الجهاز الاستخباراتي والعسكري لجعلهم يعملون بشكل أكبر، في الأصل هذان الجهازان قويان جدًا ويعملون بشكل جيد ولكن  مع تقوية الحس الوطني سيكون لهم رصيد أكبر من الإنجاز في القضاء على هذه الجماعات.

ـ توعية المواطن أمنيًا وثقافيًا وتشجيعه على الإبلاغ بشكل سريع على أي تحرك مشبوه يراه.

ـ اتباع سياسة أمنية حدوية جادة خاصة على الحدود مع سوريا والعراق واستعمال أساليب قوية لمنع تسلل أي شخص مشبته.

ـ التعاون مع الدول المجاورة مثل الحكومة العراقية وحكومة شمال العراق والغير مجاورة مثل الولايات المُتحدة الأمريكية من أجل تبادل المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالإرهابيين والجماعات الإرهابية.

ـ تكثيف الاجراءات الأمنية الداخلية ولكن دون إزعاج المواطن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!