وداد بيلغين - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

اليوم هو عيد الجمهورية، في هذا البلد ومنذ سنين طويلة والذين يدّعون مبادئ الجمهورية يتعاملون وكأنه توجد ديمقراطية، حتى أن النظام التعليمي في تلك الفترة منذ المرحلة الابتدائية إلى الجامعة جعل مفهوم الديمقراطية غير واضح، فكم نسل تعلم مفهوم الديمقراطية كما يريد هؤلاء.

فمنذ مدة بسيطة والمطالبة بتطوير العمل الديمقراطي كانت تعد انتهاكًا لمكاسب  الجمهورية، بل كان من يدعو للعيش بديمقراطية حقيقية يُعد من أعداء الجمهورية، فالحملات الإعلامية والشعبية التي شنت للتحذير من خطر ذهاب مكاسب الجمهورية لم ننساها بعد، المكسب الكبير للديمقراطية باعتقادي هو التقاؤها بالمفهوم الصحيح للديمقراطية، و أن الذين كانوا يحاربون التغيير الديمقراطي أين هم الآن؟

اليوم ونحن نحتفل بعيد الجمهورية لا يمكن أن نهمل الوضع الذي وصلت اليه الجمهورية حيث شهدت الفترة الأخيرة التوقيع على عدة مشاريع كبيرة، فالناظر إلى الطبيعة الجغرافية للجمهورية يرى أنها تفتقر إلى الكثير من الموارد الطبيعية للطاقة، وعلى الرغم من ذلك فإن تطبيق نظام ديمقراطي حقيقي جعل من الموارد البشرية في تركيا قوة كبيرة انعكست على الوضع الاقتصادي للبلاد إضافة إلى النجاحات التي تم تحقيقها .

ممّا لا شك فيه أننا لم نصل إلى هذه المرحلة بسهولة، فالزمن الذي تم تأسيس الجمهورية فيه كان يغلب عليه التفوق الغربي، فمنذ تأسيس الجمهورية وهي تسير على خط سياسي مرسوم من الدول الغربية، وفي تلك الظروف كانت السياسية تسير في طريق لا يوجد له بديل آنذاك، فكانت تركيا في ذلك الوقت مغلقة على نفسها تريد التخلص من يقايا الإمبراطورية العثمانية، وهذه الرؤية جعلت من الجمهورية جسما غريبا عن نسيج دول الشرق الأوسط، و بهذا التوجه الذي يقترب من الغرب ويبتعد عن الشرق جعل تركيا بالنسبة للعالم الغربي وخاصة في أيام الحرب الباردة درعًا واقيًا لها من دول الشرق الأوسط من غير أن يتم ضمها تماما إلى المنظومة الغربية، ولهذا كان من الضروري في ذلك الوقت أن تكون دوائر الحكم في تركيا بعيدة عن دوائر الإرادة الشعبية.

ففي تلك الحقبة كانت الحياة الديمقراطية تقبع تحت وصاية العسكر وأصحاب رؤوس الأموال، ولهذا فمنذ فترة طويلة وسياسة النظام التعليمي في تركيا كانت تركز على التغريب وارتباط مفهوم الجمهورية بالغرب، بينما ومنذ فترة قصيرة وبعد أن تعرفت البلاد على المفهوم الحقيقي للديمقراطية وبدأت معه تظهر حلول لكثير من المشاكل العالقة، كما بدأنا نشعر بالمفهوم الذي يقول بأن "الحكم بيد الشعب".

إن انتصار التحول الديمقراطي على النظام القديم في تركيا أدى إلى تحرر الكثير من المنظمات الأهلية ومنظمات العمل المدني، فالتحول الديمقراطي للجمهورية يعني أن الشعب هو الذي سيحافظ على الجمهورية.

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس