وداد بيلغين – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

لم يعد هناك من لا يدرك ما تريد الولايات المتحدة فعله في سوريا، لكن موقفها المتناقض من تركيا اليوم يثير الكثير من المشاكل. 

فهي تمد تنظيمًا إرهابيًّا بالسلاح وتعده ليصبح جيشًا نظاميًّا من جهة، وتتصرف وكأنها تقيم تعاونًا مع تركيا من جهة أخرى. 

في الواقع، توافق تركيا وروسيا وإيران على وحدة التراب السوري من شأنه إفساد المخطط الذي تسعى الولايات المتحدة لتطبيقه. 

السبب الرئيسي لأزمة النظام العالمي هو بدء البلدان المتقدمة بفقدان هيمنتها الاقتصادية سريعًا على العالم.

بالنظر إلى العالم نرى ارتقاء الكثير من البلدان النامية بسرعة في الكثير من الأصقاع. وبحسب معطيات البنك الدولي، بينما كان الحجم الاقتصادي لمجموعة السبع 65% في السبعيات تراجعت النسبة إلى 40% حاليًّا والانخفاض مستمر.

فقدان الموقع 

البلدان المتقدمة تفقد موقعها، وأكثر بلد يشعر بهذا الوضع هو الولايات المتحدة التي تتزعم النظام العالمي، وتقود البلدان الساعية لتغييره. 

تكمن المشكلة في الاستراتيجية التي تتبعها والوسائل التي تستخدمها الولايات المتحدة من أجل تغطية فقدان الهيمنة. 

تخطئ الولايات المتحدة في مساعي تعزيز موقعها من خلال تدخلات تعتمد الاستراتيجية الإمبريالية التقليدية على الرغم من الديناميكيات الأساسية للتوجهات العالمية. 

ما هي هذه الاستراتيجية؟ إنها عبارة عن تشكيل مناطق صراع في الشرق الأوسط ثم التدخل من أجل تقسيم البلدان، واحتلال بلدان أو القيام بتدخلات غير مباشرة كما فعلت في آسيا وأفغانستان والعراق. 

أساس الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط هو السيطرة على الدول، فإن تعذر ذلك، يمكن تأسيس أنظمة تتبع لها وتتصرف وفق مصالحها، عبر تدخلات عسكرية. 

نهاية الرقص

علينا التوضيح أنه لا توجد أمريكا واحدة. لكن يمكن القول إن أمريكا ذات النفوذ في منطقتنا تتكون من عناصر تطبق استراتيجية إمبريالية تقليدية. 

المهم هنا هو تصفية المدافعين عن هذه المقاربة قبل أن تسبب الاستراتيجية الأمريكية هذه زعزعة الاستقرار العالمي. 

استراتيجية المحافظين الجدد قد تقدم إسهامات للصهيونية، لكنها تخرب السلام العالمي، وسوف تؤدي إلى عواقب تسرع من فقدان الولايات المتحدة موقعها في النظام العالمي. دائمًا ما تكون كلفة الرقص مع الإرهاب باهظة.

عن الكاتب

وداد بيلغين

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس