رداد السلامي - خاص ترك برس

أخيرا فاز حزب أردوغان بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا، أول مصاب جلل حدث بهذا الفوز كان للصهاينة الذين أصدروا تصريحات تؤكد أن فوز أردوغان حقا أحبط استراتيجياتهم ومخططاتهم الفوضوية القادمة. يقول الباحث الصهيوني افرايم عنبر: صعود أردوغان نسف البيئة الإقليمية والإستراتيجية لإسرائيل بشكل كارثي، ويقول آخر إنه في عهد أردوغان غزة تحاصر إسرائيل وليس العكس.

فيما أبدى بعض المتصهينين العرب حزنهم لفوز أردوغان بل ذرف البعض منهم دموعا، فهم يرون أن أردوغان يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الأعزل وسلاحه حجر أمام همجية ووحشية حليفتهم السرية إسرائيل التي منحها السيسي صوته في الأمم المتحدة ردا لجميل تدبيرها وتمويلها انقلابه على الرئيس الشرعي محمد مرسي.

إن انتصار حزب العدالة والتنمية وفر لتركيا طاقة قوية من الأمل والعمل من أجل المضي نحو مزيد من الاستقرار والأمن والنهضة وبالتالي الحزم في مواجهة حزمة من التحديات الداخلية والخارجية المحيطة بتركيا، كتحدي مواجهة الحركات الإرهابية المتطرفة التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار تركيا بالوكالة عن أمريكا وإيران، وما أحدثته تدخلات إيران أيضا من استقطاب للتواجد الدولي في سوريا التي مثلت روسيا وتدخلاتها لحماية نظام المجرم بشار الأسد من السقوط ومحاولة ترتيب وضعية ما تضمن من خلالها مصالحها ومبرارتها المستمرة في التدخل هناك التعبير البارز عن حقيقة أساسية واستراتيجية مفادها أن؛ إيران "عنصر فوضى" في المنطقة. كما أن فوز حزب أردوغان مكسبا استراتيجيا لأشقاء تركيا العرب وقضاياهم المصيرية وأحلامهم في الاستقرار والنهضة خصوصا المملكة العربية السعودية التي تخوض بقوة حرب فعلية مع إيران في اليمن وحدودها الشمالية وسوريا أيضا في مسعى إيراني خطير لتطويق المملكة ومحاصرتها بوصفها مركزية روحية وسياسية مؤثرة في المنطقة.

أي أن المملكة العربية السعودية كسبت أقوى حليف استراتيجي مهم  بفوز العدالة والتنمية التركي، فهناك تطابق في المنطلقات العقدية والرؤوية والاستراتيجية بين المملكة وتركيا حيال الأحداث والتحديات في المنطقة أبرزها التحدي الإيراني العدواني والتحدي الصهيوني وما استتبعه من قدرته على اختراق للوعي العربي وإيجاد دول تكافح من أجل وجوده كما لو أنه قضية عربية يستحق الإسناد وبذل مزيد من الأموال لتحقيق مزيد من الفوضى من أجل تمكينه.

والحقيقة أن قطر والسعودية يعملان في سياق إيجابي يهدف إلى مواجهة النفوذ الايراني المتنامي الذي ينتعش من خلال الفوضى وهناك مع الأسف دول عربية تمنح إيران فرص فوضى أكثر في هذا الأمر.

عن الكاتب

رداد السلامي

صحفي يمني


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس