الأناضول 

نفى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" أن يكون مشروع أنابيب "السيل التركي"، لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، قد فقد زخمه، مؤكدًا اتفاقه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على توافق المشروع مع مصالح بلديهما. 

جاء ذلك اليوم الجمعة، في معرض إجابته على الأسئلة المشتركة لوكالتي الأناضول وإنترفاكس، قبيل توجهه لتركيا للمشاركة في قمة العشرين بمدينة أنطاليا جنوب غرب تركيا. 

وأوضح بوتين أن مشروعًا كبيرًا بهذا الحجم، لا يمكن تطويره وتحقيق التوافق عليه بشكل مباشر، مشيرًا أن الأهم هو أن هذا المشروع يتوافق تمامًا مع مصالح روسيا وتركيا. 

وحول قمة العشرين رحب بوتين بجهود تركيا في دورة رئاستها لمجموعة العشرين، معربًا عن أمله أن يتم تقييم التجارة العالمية وآلية تعاون التجارية متعددة الأطراف الحالية في القمة. 

ولفت بوتين إلى أن "دور دول مجموعة العشرين يتزايد بمرور الوقت، في إدارة الأنظمة المالية والاقتصادية العالمية"، موضحًا أنه بفضل قرارات المجموعة تم تجاوز آثار الأزمة التي عصفت بالعالم عامي 2008 و2009، وتهيئة الظروف لزيادة الشفافية والاستقرار لأسواق المال العالمية. 

وحول الغارات الروسية في سوريا، أشار بوتين أنهم أبلغوا الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بشأن انطلاق الغارات الجوية الروسية في سوريا. 

وقال "رغم وجود اختلاف مبدئي في الآراء بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بخصوص الأزمة السورية،  كنا نأمل إجراء تنسيق مع التحالف الدولي التي تقوده أمريكا ضد تنظيم "داعش"، على المستوى العسكري ومستوى الخبراء على الأقل في مثل هذه الظروف التي تعتبر طبيعية، إلا أن الأمريكان وشركائنا الغربيين كانوا حذرين في هذه المسألة، في الوقت الذي تجوب داعش والجماعات الإرهابية المشابهة في سوريا، والتي تعتبر تهديدًا مشتركًا لبلداننا دون أدنى شك". 

وأكد بوتين أنهم "مستعدون لتقييم كافة المعلومات الموثوقة التي ترد إليهم حول الجماعات الإرهابية في غاراتهم الجوية، مضيفًا "لدينا تجربة تعاون مع الجيش السوري الحر، حيث قصفت مقاتلاتنا عددًا من الأهداف التي حددها الجيش الحر بنفسه، وكما قمنا بتحييد المناطق التي تقع تحت سيطرتهم من الغارات الجوية، وذلك يؤكد مرة أخرى أننا لا نستهدف ما يسمى المعارضة المعتدلة والمدنيين". 

وأعرب بوتين عن استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي "تشن غارات جوية في سوريا، والتي تعتبر انتهاكًا للقانون الدولي لعدم وجود قرار من مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة بهذا الصدد، وبدون طلب من الحكومة السورية". 

وبخصوص الفترة الزمنية للغارات الروسية في سوريا، أوضح بوتين أن "القوات الروسية لها هدف واضح، وهو تقديم الغطاء الجوي لهجوم الجيش السوري (جيش النظام) على أهداف الإرهابيين، وإن مدة بقاء جنودنا في سوريا مرتبط بتحقيق هذا الهدف".   

وأردف الرئيس الروسي "إن عملياتنا العسكرية في سوريا، تمت دراستها مرارًا وبأدق التفاصيل بخصوص نتائجها ومخاطرها المحتملة، ورُصد لها مسبقًا كافة الموارد المالية والفنية اللازمة". 

وردًا على سؤال حول كيفية سريان اتفاقية مينسك، واحتمال تناول قمة دول العشرين للوضع شرق أوكرانيا، أشار بوتين أن الاشتباكات المسلحة شرق أوكرانيا توقفت، رغم استمرار القصف بأقل وتيرة، معربًا عن صعوبه فهمهم أسباب اتخاذ الكونغرس الأمريكي قرارًا يسمح بإرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، متسائلًا "هل ينوون إشعال الحرب، وإثارة النزاع المسلح مجددًا؟".   

وأضاف بوتين "لا أريد تهويل الوضع المتعلق بتمديد فترة تنفيذ اتفاق مينسك، إلا أن الاتفاقيات سارية رغم وجود بعض الصعوبات، وأن أهم شيء، أن أحكام ومبادئ ومنطق الاتفاق لا تعتريه الشبهات، وأن تمديد التواريخ إجراء فني فقط، إلا أن مخاطر اندلاع النزاع المُجمد في دونباس لا تزال قائمة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!