محمود أوفور - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

قيل الكثير عن التدخل الروسي في سوريا، حتى وصل الأمر في البعض أن قالوا بأن الذي يجري هو اتفاق روسي أمريكي لاستعادة الأسد، وإن المنطقة يتم إخلاؤها لإيران، وأن تركيا تُركت خارج الصندوق. أصحاب هذه الأطروحات فرحين جدا بما يعتقدوه. والآن نرى حلف روسيا وإيران والأسد يلقون بالضربات على جبل التركمان سعيا منهم إلى جر تركيا نحو المعمعة. ورغم كل العقبات التي تواجه تركيا فهي لن تغير من موقفها الإنساني الأخلاقي في دعم أصحاب الحق.

ربما تابعتم على شاشات التلفاز ما حصل في الأيام القليلة الماضية من نقاش حاد دار في مجلس الشيوخ الأمريكي بين سيناتور الحزب الجمهوري لينزي غرهام الذي وجه سؤالا كان كالصفعة على خد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر. وجه السناتور أسئلته التي أغرقت وزير الدفاع في عرقه، كانت تبدو هذه الأسئلة في الوهلة الأولى وكأنها نفسها التي تطرحها تركيا بخصوص الشأن السوري.

أما السؤال الأول فكان: هل ما نقوم به في إتاحة المجال لروسيا في حرب داعش صحيح؟ أجاب كارتر: "روسيا لا تحارب داعش سيدي"، بعد هذه الإجابة رد عليه السيناتور في استغراب شديد: "كيف تدافع عن نفسك فيما تقوم به روسيا وإيران وحزب الله بالدفاع عن الأسد وأنت لا تقوم بأي شيء؟"، كيري: "إذا ذهبنا إلى جنيف سنكون قد سلمنا سوريا لروسيا وإيران"، وزاد السناتور فسال سؤالًا مثيرًا: "هل تستطيع أن تأتي بسيناريو لحرب الأسد يجمع المؤيدين لحربه؟"، رد كارتر: "لا توجد هنالك أي جهود عسكرية لحربه إنما هي فقط جهود سياسية".

بعد سماع السيناتور غرهام لجواب وزير الدفاع بعدم وجود جهود عسكرية حقيقية لإسقاط الأسد علّق السيناتور قائلًا: "إنه يوم جيد للأسد". لا تبذل الولايات المتحدة الأمريكية جهودًا حقيقية من أجل الإطاحة بالأسد ووضع غيره في مكانه. إنه فعلا يوم جيد لقوات الأسد وروسيا وإيران التي ذبحت عشرات الآلاف من الشعب السوري وما زالت تذبح، في المقابل أقول إنه كان يوما سيئًا للشعب السوري والعرب الذين لن يسكتوا عن هذا.

أنهى السناتور كلامه فقال: "إن ما تفعلونه هي صبيانية لا تليق بالموقف"، لتفتح بهذا أبواب النقاش والجدل في تردد الموقف الأمريكي بما يخص السياسية السورية.

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس