ترك برس

تحدّث الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" في مكالمة هاتفية مع نظيره الكازاخستاني "نور سلطان نازارباييف"، تناول خلالها الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين، والتداعيات المتعلقة بإسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات المسلحة التركية.

وأفصحت المصادر عن مقترح قدمه نازارباييف كوسيلة لإيجاد حل لأزمة العلاقات التركية الروسية، مبرزة أهم النقاط التي عكف على ذكرها فيما يتعلّق بموضوع إسقاط الطائرة.

وأفادت أن الرئيس الكازاخستاني أعرب عن قلقه إزاء تدهور العلاقات الروسية التركية، ويرى أن من الضروري تشكيل لجنة تتولى حل النزاع بين الطرفين.

وقد أوضح نازارباييف اليوم في خطابه السنوي أن مهمة اللجنة الرئيسة ستكون تحديد الطرف المسؤول عن الحادثة مشيرا إلى أن العلاقات الروسية التركية متأصلة الجذور، واستغرق تأسيسها زمنا طويلا، لذلك يجب الحفاظ على العلاقة الوطيدة التي تجمع الطرفين، وعدم التفريط بها.

ونوّه الرئيس الكازاخستاني إلى ضرورة السعي الدبلوماسي بين البلدين لإيجاد مخرج لأزمة العلاقة التي شهدت تدهورا كبيرا على خلفية إسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات المسلحة التركية لانتهاكها المجال الجوي.

وفي الإطار نفسه يعلق الخبير في شؤون تركيا وآسيا الوسطى والقوقاز د. باسل الحاج جاسم على هذه الوساطة بأن "علاقات كازخستان الاستراتيجية مع روسيا، وعلاقاتها المميزة مع تركيا تسمح لها بتقريب وجهات النظر بين الجانبين بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية التي اخترقت أجواءها، ولا سيما بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس التركي ونظيره الكازاخستاني قبيل مغادرة أردوغان إلى فرنسا للمشاركة في قمة المناخ.

وبرر الحاج جاسم دوافع كازاخستان للقيام بمثل هذه الوساطة بحرصها "على عدم تفاقم تداعيات حادثة الطائرة، لأن التداعيات ستطالها وباقي دول آسيا الوسطى ودول أعضاء مجلس التعاون التركي، ولا سيما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، لما لموسكو وأنقرة من علاقات كبيرة مع هذه الدول".

وأشار الخبير إلى أن الإرث التاريخي لتركيا وروسيا ألقى بظلاله على حادثة إسقاط الطائرة، وهو ما جعل الإعلام يحمّل الموضوع أكثر مما يحتمل، ذاكرا أن القانون الدولي واضح في مثل هذه الحالات، ولربما هذا ما يفسر إصرار روسيا حتى يومنا هذا على عدم خرق مقاتلتها للأجواء التركية.

وكان أبرز ما لفت الانتباه في خطاب الرئيس نازارباييف اليوم هو انحيازه لروسيا على حساب تركيا، ولا سيما عندما أعرب عن أسفه على حادثة الإسقاط، مشيرا إلى أن الطائرة الروسية لم تكن غايتها الهجوم على تركيا، وإنما مكافحة الإرهاب.

يذكر أن الرئيس الكازاخستاني لعب دور الوسيط بين روسيا والدول الأوروبية على خلفية الأزمة الأوكرانية، كما لعب دورا مهما في إقناع الرئيس الفرنسي باللقاء مع بوتين في روسيا، بعد زيارته لأستانة مطلع العام الجاري، الأمر الذي اعتبر وقتها كسرا للعزلة الأوروبية على روسيا.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!