ترك برس

قال نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة "نعمان كورتولموش"، إن القوات التركية الموجودة في مدينة الموصل التابعة لمحافظة نينوى شمال العرق، تهدف لدعم الحكومة المركزية في بغداد والتضامن معها في حربها ضد تنظيم الدولة "داعش"، لافتًا إلى أن تركيا دولة تحترم وحدة الأراضي العراقية.

جاء ذلك في معرض تعليقه على إرسال أنقرة عدة مئات من الجنود الأتراك يوم الجمعة الماضي، إلى منطقة بعشقية، القريبة من الموصل، عن طريق البر، لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب قوات البيشمركة منذ عامين ونصف، برفقة 20 - 25 دبابة، حيث أشار أن وجود قوات تركية في شمال العراق ليس عملا ضد الحكومة المركزية.

من جانبه أوضح وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، أن عملية تبديل الوحدة العسكرية في الموصل، جاءت بناء على طلب المسؤولين العراقيين، بهدف تعزيز  أمن الجنود الأتراك الموجودين في المنطقة وقدراتهم، مشيراً إلى أن ردود الأفعال الصادرة من حكومة بغداد جاءت "بتأثير بعض دول الجوار"

وكان رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، أطلع نظيره العراقي "حيدر العبادي"، على معلومات متعلقة بالتطورات الراهنة بشأن برنامج تركيا التدريبي الذي يطبق منذ مارس/ آذار الماضي في ناحية بعشيقة قرب الموصل (شمال العراق)، ومهام وأنشطة القوات الموجودة هناك.

وأفادت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، أن داود أوغلو بعث رسالة إلى العبادي، أكد خلالها أن تركيا لن تقدم على أي خطوة من شأنها أن تنتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، باعتبارها أكثر بلد يولي حساسية لسيادة العراق ووحدة أراضيه ويؤمن بضرورة احترام جميع البلدان له.

وذكر داود أوغلو أنه لن يتم نقل أي قوات جديدة إلى "بعشيقة" حتى تنتهي مخاوف الحكومة العراقية، مؤكداً أن تركيا ستواصل بكل عزم كافة أشكال دعمها للعراق في مكافحته لتنظيم "داعش"، معرباً عن رغبة بلاده في تعميق التعاون مع الحكومة العراقية بهذا الصدد من خلال التنسيق والاستشارة، مؤكدًا ضرورة عدم السماح لجهات منزعجة من التعاون بين تركيا والعراق، وتريد انتهاءه، من الوصول إلى مبتغاها.

وكانت مصادر مطلعة في ناحية "بعشيقة" بمدينة الموصل شمالي العراق، قالت إنّ تركيا أرسلت قرابة 150 جنديا إلى المنطقة المذكورة، عن طريق البر، لاستبدال وحدتها العسكرية في معسكر بالناحية.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" وجود بعض وحدات الجيش التركي في منطقة بعشيقة، بالاعتداء السافر على "السيادة العراقية"، وطالب العبادي، في تصريحاته الصحفية الخاصة بالموضوع، الجيش التركي بالانسحاب الفوري خلال مدة أقصاها 48 ساعة وإلا "سيضطر العراق إلى ضرب تركيا لاعتدائها على سيادته في الموصل".

كما دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، تركيا إلى سحب قواتها من الأراضي العراقية، معتبرًا وجودها "انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية".

وفي سياق متصل، كشف "أثيل النجيفي" محافظ نينوى السابق، أن قدوم القوات التركية إلى محافظة نينوى شمال العرق "تم بموافقة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وبعلم رئيس مجلس النواب سليم الجبوري".

وقال "النجيفي" في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، إن "القوات التركية التي جاءت، كانت بطلب من رئيس الوزراء العراقي خلال لقائه مع رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو"، مضيفًا أن "العبادي طلب أي مساعدة عسكرية تقدمها تركيا للعراق وعلى إثرها أرسلت أنقرة شحنات عسكرية إلى مطار بغداد كما أرسلت قوات تركية لتدريب قواتنا في معسكر ‫‏زليكان منذ أكثر من ثمانية أشهر".

وأكد أنها "بعلم رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري الذي تحدث عن موضوع المعسكر مع دَاوُدَ اوغلو، وإذا كانوا لا يستطيعون مواجهة النفوذ الإيراني وكأنهم لا يعلمون شيئا فهذا شان آخر".

وأضاف النجيفي "أما نحن كمواطني محافظة نينوى ولا نحمل صفة رسمية فإننا نرحب بأي قوة تقدم لنا المساعدة الحقيقية لمحاربة داعش وطردها من الموصل. ووجود الدعم والإسناد التركي مهم وحيوي لأنه يقطع عدة طرق على داعش ويعجل في تحرير الموصل. وتركيا قادرة على تحديد دورها من خلال التحالف الدولي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!