أورهان مير أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

انتشرت الأخبار في الإعلام العربي والكردي عن إرسال الجيش التركي لقوات مسلحة لتدريب قوات البيشمركة في الموصل، وهنا لا بد أنْ نقول بأنّ فكرة تحويل قوات البيشمركة إلى جيش نظامي، هي فكرة ليست جديدة، لكن بعض الأطراف حالت دون تحقيقها خلال الفترة الماضية، وقد تسبب هجوم داعش على كردستان بإعادة رسم المشهد من جديد.

عندما واجهت قوات البيشمركة وخاضت الحرب ضد داعش، لم يكن أحدا يذكر اسم الجيش العراقي، فمن أنقذ كروك وسنجار هم البيشمركة، التي استطاعت بشجاعتها وإقدامها إبقاء داعش بعيدة عن هذه المناطق، ومع ذلك ما تزال المساعدات الأمريكية والألمانية التي تقدم إلى البيشمركة بحاجة إلى موافقة بغداد قبل استلامهم لها.

لا تزال قوات البيشمركة تقود الحراك العسكري البري ضد داعش، فكيف للجيش العراقي الذي يغض الطرف عن تحكم إيران الكامل في العراق، أنْ يتحدث وينتقد إرسال تركيا لتعزيزات إضافية لتعليم وتدريب قوات البيشمركة؟ فتشكيلات قوات البيشمركة ليست خارجة لا عن القانون العراقي ولا عن قانون كردستان، لكن هل هناك مكان في الدستور لوجود القوات العسكرية من شيعة التركمان الإيرانيين داخل الأراضي العراقية؟

من المستهجن أنْ ينزعج نظام بغداد من وجود الجيش التركي في شمال العراق، في الوقت الذي لا يحرك ساكنا تجاه حراك حزب العمال الكردستاني بدعم من إيران، والذي لا ينكف عن إعلان كنتونات جديدة، فلماذا لا يتحدثون عن هذه المنظمة غير العراقية التي تعلن تشكيل كنتونات مستقلة داخل الأراضي العراقية؟

وفي الوقت الذي ينزعج فيه نظام بغداد من التقارب بين إربيل وأنقرة، لا يجد أي غرابة في تحالف بغداد مع إيران وسوريا ودعمهم لحزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني. ولا بد من التأكيد على أنّ كردستان تملك كامل الحق في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الداخلية والخارجية.

يعود فضل عدم قدرة داعش على دخول إربيل ولا حتى كركوك، إلى قوات البيشمركة، وليس بفضل الجيش العراقي، وعندما تحاول داعش مهاجمة كردستان، فإنّ الشعب الكردي هناك يطالب بضرورة تشكيل جيش جديد ونظامي من قوات البيشمركة.

وقد تحدث سياسي غربي عن هذا الموضوع، حيث قال "كيسنغر" بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أنْ يعاد تشكيل قوات البيشمركة على شكل جيش نظامي، وأضاف بأنّ الأسلحة التي كانت تسلم إلى قوات البيشمركة كانت تمر عبر نظام وحكومة العراق المركزية وما تزال كذلك، وتحدث أيضا عن المخاطر التي يراها الغرب من تشكيل جيش البيشمركة، وهم يسعون من خلال هذه الحجج والذرائع إلى الحيلولة دون تشكيل جيش من الأكراد لمواجهة داعش، وفي نفس الوقت يدفعون الشباب الكردي إلى الانضمام لحزب الاتحاد الديمقراطي وجيش الأسد بحجة مواجهة داعش، ونحن لا نعرف كيف سيتصرف الأكراد الذي يتخذون من بوتين والأسد السند الأساسي لهم!

لكن كردستان لا تمثل هذا الصنف من الأكراد فقط، حيث سيسعى شعب كردستان، عاجلا أم آجلا، إلى رؤية جيش نظامي من قوات البيشمركة تدافع عنهم، وتحفظ حقوقهم.

عن الكاتب

أورهان مير أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس