علي ديغرمنجي - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

نعم، من الآن أقول لكم سيخسر حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات العامة التي ستكون في صيف العام المقبل. أعضاء الحزب أنفسهم يؤمنون بهذا، وحتى زعيمهم كلتشدار أوغلو يدرك أن ذلك سيحصل. وإذا أردنا الحديث عن مستقبل أبعد قليلا، فسيخسر حزب الشعب الجمهوري كل الانتخابات القادمة. لأن سياسته التي اتبعها في الماضي وخسر بسببها المرة تلو الأخرى، يريد تطبيقها مجددا، وبالتالي لن يحصل على نتيجة مغايرة إطلاقا.

عقد حزب الشعب الجمهوري في العطلة الأسبوعية الماضية مؤتمرا جديدا، سبب عقد هذا المؤتمر الاستثنائي هو خسارة الحزب برئاسة كلتشدار أوغلو لخمسة انتخابات متتالية. برغم أن زعيم الحزب دخل الانتخابات المحلية 30 آذار/ مارس بالتحالف مع جماعة غولن، وبرغم دخوله انتخابات رئاسة الجمهورية بتحالف أكبر إلا أنه خسر الانتخابات الأولى، وفاز أردوغان في الانتخابات الثانية من الجولة الأولى، لذلك اضطر كلتشدار أوغلو لعقد مؤتمر عام جديد للحزب.

كان حزب الشعب الجمهوري في آخر 15-20 عاما عدوا لدودا لجماعة فتح الله غولن، حتى أحداث 17 كانون الأول/ ديسمبر. التنظيمان المتحاربان المتقاتلان اتفقوا واتحدوا في تلك العملية، ثم ذهبوا للانتخابات المحلية متحدين أيضا. لكن خسر كلاهما تلك الانتخابات لصالح حزب العدالة والتنمية.

ثم بعد 5 أشهر فقط، وفي انتخابات رئاسة الجمهورية التي تحصل لأول مرة، خسر حزب الشعب الجمهوري تلك الانتخابات الخامسة في عهد كلتشدار أوغلو ليعلن أردوغان مجددا فوزه المظفر.

في آخر مرتين حصلت فيهما الانتخابات، انفتح حزب الشعب الجمهوري العلماني بصورة واضحة على اليمين، باتحاده في المرة الأولى مع جماعة غولن التي تسمي نفسها جماعة الخدمة وتتخذ من الدين الإسلامي غطاء لها، ثم بالاتحاد مع أكمل الدين إحسان أوغلو الرئيس السابق لمنظمة التعاون الإسلامي ليكون مرشحهم لانتخابات رئاسة الجمهورية. وفي كلتا المرتين، لم يحصل الحزب على دعم الشعب ولا حتى على دعم قاعدته الشعبية.

لاحظنا في انتخابات الحزب التي حصلت في عطلة الأسبوع قبل يومين، أن حزب الشعب الجمهوري ما زال يميل نحو اليمين. فعضو البرلمان السابق عن حزب الفضيلة، العدو اللدود لأردوغان "محمد بيكار أوغلو" دخل مجلس الحزب ليصبح مقربا جدا من كلتشدار أوغلو. هذا الشخص – أي محمد بيكار أوغلو - لن يعمل إلا بسياسة عداوة واضحة ضد شخص أردوغان، فلن يستطيع القيام بشيء غير ذلك للأسف.

إذا أراد حزب الشعب الجمهوري الوصول إلى الحكم عليه أولا الإيمان بالديمقراطية، ليكون حزبا ديمقراطيا.

بداية، على الحزب أن يفتح صفحة جديدة، لكن هذا لن يكون كافيا، عليه أيضا أن يطبق الديمقراطية بصورة واضحة وجلية. تفكير أتاتورك، ومبادئ اتاتورك، وتطبيق العلمانية بصورتها الكلاسيكية، والثورجية، وهذه المبادئ لا يمكن أن تطبق مع الديمقراطية، عليه التخلي عنها وعن شعارات تركيا القديمة هذه.

على الحزب أيضا أن يخرج من محاولات تقليد سياسة المحافظين بالانتقال إلى سياسة الديمقراطية المجتمعية. فتقليد المحافظين لن يوصلك إلى نفس نجاحهم. فكيف سيؤمن المواطن بمحاولة تقليد تبتعد عن الأصل والجذر؟ الديمقراطية تحتوي الجميع، إذا كنت مقنعا فستنجح. وربما أهم عنصر نجح فيه المحافظون هو الاقتصاد، فقد كان معدل الدخل القومي 2500 دولار عام 2002 بينما وصل اليوم إلى 10 آلاف دولار. وعلينا إقناع الشعب بأن هذا الدخل سيصل خلال 3 سنوات إلى 15 عشر ألف دولار من خلال اتخاذ سياسات واضحة توصلنا إلى تحقيق ذلك.

إذا أراد حزب الشعب الجمهوري تحقيق نجاحات، عليه أن يطبق الديمقراطية أولا على نفسه، وأن يتخذ سياسات ديمقراطية جديدة، وأن يبتعد عن تقليد المحافظين، وعليه أن يبتعد عن مبادئ الحزب الواحد ومبادئ تركيا القديمة التي عفا عنها الزمن، وعليه أن يتبع سياسة مجتمعية، من خلال خدمة المجتمع والفرد والمساهمة في تحقيق رفاه اقتصادي لهما، بدلا من إتباع سياسة عداوة شخصية ضد أردوغان.

عن الكاتب

علي ديغرمنجي

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس